رواية: الخوف في روح طفلة "الجزء الثاني"

"الجزء الثاني" من رواية الخوف في روح طفلة

رواية: الخوف في روح طفلة "الجزء الثاني"
وعلى رغم أنني شعرت من لهجتها بعدم ارتياح ولكن سألتها بلهفة عن الحل لكي استريح من ذالك العذاب 

- ماهو الحل يارينادا ؟ أأتني به بسرعة 

أجابتني بإبتسامة خبيثة وأخبرتني بمخطط، وأنه هو الحل الوحيد الذي سيريحني من هذا العذاب، وسيكون مفاجأة للجميع، وعندما أخبرتني بهذا المخطط؛ عانقني الخوف وكأنه يخبرني أنه رفيقي، ولم يتركني لأنه أصبح جزء مني، ولكن وافقتها على مخططها لأني مثل الغريق الذي يتعلق بقشاية تنجيه من الغرق، ولم أدري أهو صواب أم خطأ

وبعد أن انتهى اليوم الدراسي؛ الذي لا يخلو من شرود ذهني من شأن والدايَّ، ومصيري ، ومخطط رينادا؛ عدت إلى المنزل؛ وجدت والدتي تغلق الحقائب، وطلبت مني أبدل ملابسي سريعًا لكي أذهب معها دلفت غرفتي بدون أن أتفوه بأي كلمة وقبل أن أبدل ملابسي أخذت الهاتف من حقيبتي وأجريت اتصال بوالدي محاولة مني لأجمع شمل أسرتي مرة أخرى وليقنع والدتي أن تتراجع في قرار الطلاق من أجلي، وعندما أجاب على اتصالي سألني عن حالي كنت اتمزق من داخلي 

- أنا لست بخير يا أبي، وأريد أن أطلب منك طلب من أجلي

- اطلبي ماتشائين ياسجود 

- أريد أن تتفاهم مع أمي لكي ترجع في قرارها؛ فإني أحتاجكم يا أبي ولم أستطيع أن أعيش بدون أحدٍ منكم أرغب في حياة أسرية هادئة مثل أي أحد 

- سجود أنتِ صغيرة ولا تتدخلي في شؤون الكبار أنا في العمل وليس لدي وقت لهذا الهراء 

أغلق والدي الهاتف بعد هذه الجملة وتنهدت تنهيدة من كل أعماقي وحبست الدموع في عيناي واتجهت إلى والدتي وحاولت أقنعها لتتراجع عن قرار الطلاق من أجلي ولكنها  رفضت أن تسمعني وسألتني بعصبية لماذا لم أبدل ملابسي حتى الآن؟ تشكلت غصة مريرة في حلقي فكلًا منهم لا يفكر إلا في نفسه وأنا ليس لي حقوق ولا قيمة عندهم؛ وضعت يدي اليمنى على وجهي وركضت وأنا أبكي بشدة وبعد أن بدلت ملابسي، وخرجت من الغرفة؛ حاولت مجددا أن أقنعها أن تتراجع عن قرارها وعيوني تذرف الدموع ولكن لا جدوى ولم تتأثر ببكائي مما جعلني افتقد الأمان أكثر 

( إذا فقد الأبناء الأمان من والديهم أصبحوا عرضة للضياع) 

وبعد أن ذهبنا إلى بيت أهل والدتي حدثتني جدتي بأسلوب جاف وطلبت من والدتي أن تأخذ مني الهاتف

- خذي منها الهاتف يا ثريا لكي لا تحدث أبيها، لكي يحرم منها ويأتي راكعًا وينفذ ما تريديه؛ أو تنفصلوا وكفا إلى هذا الحد

- عندك حق يا أمي طاقتي نفذت وإني لا أريد شيء سوى الطلاق في أسرع وقت.

أخذت والدتي مني الهاتف عنوة؛ وعندما ذكرت سيرة أبي وطالبة بحقي في مهاتفت والدي صفعتني جدتي صفعة قوية على وجنتي ووبختني 

- أصمتي أيتها الفتاة الشؤم من اليوم وصاعد ستتوالين شؤونك بنفسك وتتوالين أشغال المنزل لم تعدي صغيرة اسودت الدنيا أمام عيناي، ركضت بسرعة من أمامهم وأنا أبكي قبل أن يصيبني سكتة قلبية منهم ، ودلفت الغرفة المخصصة لي، وجلست على السرير محتضنة ساقي وأبكي وكنت حائرة وأسئلة كثيرة تدورُ في عقلي هل أستسلم لما حل بي؟ أم أفعل كما أخبرتني صديقتي؟ أم انتظر ردت فعل والدي عندما يحرم من مهاتفتي ومن صوتي هل سيأتي لينقذني من هذا العذاب؟ هل سيتنازل من أجلي ويحاول إرضاء والدتي ويجمع شمل الأسرة من جديد؟ أتى الليل وأنا جالسة على السرير وأنا على هذا الحال ورفضت تناول الغداء والعشاء وأخبرتهم أن ليس لي شهية وكانوا غير مهتمين 

 وطيلة الليل أبكي وارتجف من المصير الذي ينتظرتي ولم تذق عيناي طعم النوم وعندما أشرقت الشمس لتعلن يوم جديد نهضت من على السرير وقولت بهمس لم انتظر ردت فعل والدي فإني ترجيته ولم يهتم لتوسلي له وأغلق الهاتف في وجهي إتجهت إلى المكتب التي في الغرفة و فتحت أحد الأدراج وأخرجت قلم وكراسة لأكتب رسالة وأثناء كتابتي كان قلبي كاد أن يخرج من مكانه من كثرة دقاته وعيناي من كثرة البكاء صارت دمًا وبعد أن انتهيت من كتابت الرسالة؛ وضعتها على التسريحة كانت دموعي تنهمر على وجنتي بدلت ملابسي وعندما جئت اتوجه لباب الغرفه لأنفذ ما خطط له... 

( فقدان الأمان والشعور بالضياع يجعلك  فريسة سهلة لمخالب الأشرار ) 

يتبع...

رواية: الخوف في روح طفلة "الجزء الأول"

بقلم: عزة أبو يوسف

إرسال تعليق

أحدث أقدم