لُعبةُ الحظ دائمًا ما تتغير بين ليلة، وضحاها جرفني القدر الي طريق ظنته سعادتي، التي لم أحظي بها مُنذ نعومة أظافري، وعندما بلُغت أكتشفت أن البدايات رائعة مُفعمة باللطف، واللهو، لكنها دائمًا ما تكون لها نهاية، وهذا ما حدث، وسيحدث لنبدأ مُنذ الحدث الأول منذ بداية كل شئ؛ مُنذ رؤية الرُفقاء.
تتساقط قطرات المطر، تنهمر معها دموع الصغيرة " فتون" ذات الثامنة عامًا، وهي تسير أسفل المطر تُعانق جسدها الضعيف تُدثر نفسها بزراعيها لا تخشي البرد، والمطر قدر ما تخشي الوحدة. شعرها الحالك السواد يغطي نصف، وجهها أصبحت تركض من شدة المطر تبحث، عن شئ تحتمي به لتجد شجرة صغيرة ،ولكن لا بأس بها وقفت أسفلها، ليتساقط رذاذ المطر مع الطمي الخارج من الشجرة عليها بينما هي ترتعد من شدة البرد.
بهذا التوقيت كان هّذِان الفتيان يركضا بالمطر بينما يضحكا كثيرًا
_«بسرعة يا"سعد" قبل متصحي البغبغان " سوزان " وتيجي تبص علينا متلاقيناش.»
_«وهو كان مين صاحب فكرة اننا نخرج نشتري حلويات !؟»
_«وانا كنت هعرف منين انها هتمطر»!
ظل يركضا سريعًا يتحاشون سقوط قطرات المطر عليهم ماذلت الأخري جالسة لا حول لها ولا قوة خائفة، ضائعة قلقة تتملكها جميع مشاعر الخوف ،وضعت رأسها علي جذع الشجرة تبكي بصمت لتستمع الي صوت جعلها تذعر، وتقف لتطلع ورائها لتجد ثلاثة كلاب يبدو علي محياها الشر مُستعدين للهجوم ابتعدت بخوف وبخطوات بطيئه، لتندفع الثلاث كلاب عليها هجومًا لكنها كانت الأسرع بالفرار ركضت ،وهي تصرخ بأعلي صوتها وهؤلاء الكلاب تنبح، ورائها لكن تحت قطرات المطر القوية، وذاك الرعد بالسماء تختفي جميع الأصوات، بينما وهي تركض تفاجأت بأنها سقطت، ولكن ليس علي الأرض بل علي احدهم!
أتاها صوته غاضبًا
_«مش تحسبي نيلتيني طينة»
لم تُعيره إهتمامًا، ووقفت سريعًا مُكملة ركضها ليتطلع ذاك الفتي ورائه ساببًا إيها
_«حتي معتذرتش!»
نظر ورائه مُتسائلًا لماذا تركض بتلك السرعة نظر الفتي الأخر الذي كان معه، وهو يبتلع لعابه قائلا
_«بص كدا وانت تعرف من أيه.»
أكمل باقي حديثه، وهو يركض
نظر الفتي الي مكان أشارة صديقه ليهب واقفآ، وهو يتعلثم قائلا
_«كلاب كلاب لاا»
ولاذ هو أيضًا بالفرار راكضًا خلفهم بأقصي سرعته
أصبح الثلاثه قابلة بعضهم يركضون بينما تنبح الكلاب خلفهم
نظر فتي من بينهم الي ذاك المنزل القديم ذي البوابة الحديديه ،وصاح قائلا:« بسرعه ادخلو في البيت دا.»
ادار الثلاثه أجسادهم متجهين الي ذاك البيت دلفو داخله بينما اغلقو الباب ورأهم بكل قوتهم ،ثم ولحسن حظهم كانت البوابة ذات قُفل لم تستطع الكلاب الدلوف
جلسو أماكنهم يلهثون بعنف ليصيح فتي
_«كنا هنتقطع بسببك؛ ليه محظرتناش منهم؟»
قالت ببكاء ،وتعلثم :« انا انا اسفه كُنت خايفه»
_« انتِ مين»؟
_« فتون»
_«أيوه يعني عندك كام سنة شكلك صغيرة اوي !»
أخبرته انها تبلغ ثماني سنوات؛ أندهش سعد فكيف لفتاة بعمرها ان يجعلها أهلها تخرج من المنزل الأن!
كما أخبرها الفتي انه يدعي " سعد " ويبلغ اثني عشر عامًا، وصديقه " ساهر" بعمر العشر سنوات صاح ساهر بمزاح :«صحوبية مهببة»
قال سعد :« انتِ ايه المخرج بنت صغيرة كدا في سنك برا بيتها دلوقت
صاحت فتون باكيه:« نزلنا انا، وماما نشتري حاجة، وقالتلي أستنيني، وبعدين ببص لقتها مشيت بالعربية معرفتش اللحقها»
نظر سعد الي ساهر نظره فهماها الأثنين سويًا اخفض ساهر رأسه ببؤس، وحزن
قال سعد ببتسامة
_«طب تعالي معانا»
قالت:« فين؟»
_«هنوديكي لـ آمك»
لمعت عيناها بفرحة، وصار الثلاثة قرابة النصف ساعة
توقفو أمام بوابة ضخمة سُطر عليها تلك الكلمات "ملجأ المدينة"
نظر سعد خلفه هو وساهر، وأحضرا كليهما حجرًا مربعًا ووضعوه امام السور المرافق للملجأ صعد ساهر أولًا وتسلق السور وقفز لداخل بينما نظر سعد لـفتون، وقال:« متقلقيش انا هطلع وهسحبك من فوق»
أومأت له، وهي لا تفقه شئ عن الذي يحدث؛ راقبت سعد وهو يصعد وأستقر علي السور الذي لم يكن مرتفعًا، وأخبر فتون أن تصعد علي الحجارة الموضوعة، وتعطيه يداها، وكما قال فعلت وسحبها أصبح الأثنان علي السور، وأخبرها بأن يستعدا ليقفزا دون أصدار صوت، وهذا ما حدث قفزا سويًا لتقع فتون متألمة ليجذبها سعد ليقفو ثلاثتهم جَانب بعضهم أستدارو ليدلفو لـ الداخل، لكن أوقفهم صوت تلك المرأة الحاد
_«مسكتكُ كنت فين أنِتّ، وهو يافاران السكك»
ثم أمسكتهم من ثيابهم تُنفضهم بقوة، لتتساقط بعض الحلوي من جيوبهم شهقت سوزان
_«كمان حرامية دانتو ليلتكو سودة دانا هقول لمديرة الدار تشفلها صرفه معاكو، انا غُلبت فيكو»
صاح سعد ممسكًا بيد سوزان الممسكة بملابسه يزحزحها بقوة
_«احنا مش حرامية دي فلوسنا»
اجابت سوزان بسخرية :«وجاتلكو منين الفلوس يا خويا منك ليه
رد سعد سريعا :« وانتِ مالك»
_«ليلتك سودا بتقولي انا، وانتِ مالك!»
دار الحديث المعتاد، وكعادة هروب سعد وساهر، وتسللهم عائدين واكتشاف سوزان لهم، وتوبيخهم، ومشاجرتهم لا يعبأ سعد وساهر لها بل يتسللون للخارج دائمًا، كانت المشاجرة مستمرة لحين انتبهت سوزان لـ فتون لتنظر لها متفحصة لتشهق مجددًا قائلة :« مين دي ياواد انت وهو؟»
ولم يكاد يخبرونها لتجرهم جرًا الي غرفة الحبس التي خصصتها للعِقاب أدخلتهم، ولم تكتفي بسعد، وساهر بل أدخلت فتون ايضًا
_«ادخلي انتي كمان اما نعرف حكايتك»
نظرت لهم رافعه اصبعها امام فمها مُسترسلة حديثها
_«وأياكم اسمع حث حد فيكو اما المديرة تيجي الصبح»
ثم غادرت، وأغلقت الباب خلفها ظل الثلاثة صامتين لم يتحدث احد عدا ساهر الذي كان غاضبًا من سوزان، وظل يلعنها همسًا، هي ليس من حقها معاقبتهم بالحبس سيُخبر المديرة بما تفعله غدًا، ولن يخاف منها مجددًا
بينما سعد هادئ وفتون صامته ربما خائفه تشعر بضياع الشعور الذي يمكن ان يشعر به الكبير والصغير .
بعد قليل غفت فتون، وتاليها ساهر ظل سعد مُستيقظًا ينظر من النافذة الصغيرة ذات الأعمدة الحديدية الموجودة بالغرفة
تلك الضحكات العالية، والصيحات لأطفال في فناء الملجأ أيقظت سعد الذي غفي جانب النافذة؛ افاق ينظر منها ليجد المرح المعتاد الذي يقوم به الأطفال لأستقبال المديرة طيبة القلب المالكة للملجأ التي تغمرهم بالهدايا، والألعاب المثيرة
وقف بجانبه كُلًا من ساهر وفتون بعد أن افاقهم الضجيج ينظر الثلاثة لتلك الألعاب، وضحكات بقية الأطفال بينما هم مُلقون هنا تلك النظرة المحرومة التي بعيون ثلاثتهم "سعد" الفتي الذي تربي بهذا الملجأ مُنذ، وعيَ علي تلك الدنيا لم يعرف شعور الأهل قط كم إشتاق لضمة الأم، تلك التي يسمع عنها اما ساهر الذي توفي، والديه يتذكرهم جيدًا فهو هنا مُنذ ثلاث سنوات فقط يتذكر؛ عطفهم وحبهم له كان هو الطفل الوحيد لدي، والديه الذي توافاهم الله قالو له ان السبب هو غاز الأنبوب الذي انتشر بالشقة، وهم نائمون هذا الصباح بعدما غادر هو للمدرسة بالباص، وهذا الغاز تسبب بأختناقهم ماتا الوالدين ولم يتبقي احد له، لم يكن لوالديه اقارب لجأ الجيران لوضعه بدار الأيتام؛ ظل حزينًا فاقدًا للحياة حينما قابل سعد، الذي عامله بحنو، وحب أحب سعد وساهر بعضًا وأصبحو أصدقاء يستندون علي بعض.
وبنسبة لتلك الصغيرة لم تنعم يومًا بالحب فقط كانت، والدتها تعاملها بجفاء، وعندما تغضب منها تُخبرها انها مجرد غلطة فالتبتعد كانت تتركها بالمنزل، وحيدة مع الخادمة التي تعمل بالمنزل وعندما تعود تذهب للفراش نائما لا تعبأ لـ ابنتها الصغيرة، ولا تسأل عليها تحدثت فتون موصبة نظرها لسعد
_«سعد مش انت قلتلي هتوديني لـ ماما ليه احنا هنا؟»
اردف سعد متوترًا:«اهدي يافتون نخرج من هنا بس الاول وهفهمك.»
اومأت برأسها حينها فُتّح الباب، وظهرت سوزان تصيح بهم ليتبعوها
تبعها الثلاثة متجهين لغرفة جميلة جهزتها المديرة لتمكث بها اليوم التي تظل فيه هنا.
دلفت سوزان الغرفه بعدما دقت علي الباب، ودلف الثلاثة، ورائها
لتظهر امرأة بالعقد الرابع من عمرها سيدة نحيفة ترتدي النظارات علي، وجهها تتزين إبتسامة اعتداها الجميع فهي لا تخلو من التبسم تحدثت المديرة تتطلع لثلاثة القابعين خلف سوزان
_« في حاجة يا سوزان؟»
قالت سوزان :«حمد الله ع السلامة يامدام " زهرة " الأول كنت بس جاية اشتكيلك من العيال مقصيف الرقبه دول»
قالت زهرة وهي مصوبة نظرها لـ سعد وساهر :«عملتو ايه تاني»
قالت سوزان :«المرادي خرجو في عز الشتا، ولقيت في جيبوهم فلوس كمان يامدام غير البنت البلوة الجيبنها معاهم»
ضيقت حاجبيها قليلًا ناظرة لفتون لتخبرها:« تعالي ياقمر انتي» اقتربت فتون من السيدة، ملست زهرة علي رأسها بلطف
ثم نظرت لسوزان بحدة
_«أيه يا سوزان بلوة دي عيب اُمال انا فاتحه الملجأ ليه مش عشانهم دول أطفال يابنتي براحة عليهم ثُم نظرت لـ سعد وساهر قائلة :« وأنتو بردو غلطانين أزاي تخرجو برا كدة، وكمان بليل وفي البرد دا انا زعلت منك ياسعد أوي كنت مفكراك عاقل عن كدة»
قال سعد :« أسف يامدام زهرة»
قالت زهرة بضحكة :«ايه مدام زهرة دي ولد انت زي ابني ، مش قلتلك قولي ياماما كلكو هنا ولادي»
هزت سوزان فمها يمينًا وشمالآ بتلك الحركة الشهيرة لدي السيدات دلالة علي أستهزأها وسخريتها من السيدة زهرة وما تفعله مع الأطفال
واردفت قائلة :« ونبي يامدام ما حد مدلعهم، ومقويهم غيرك»
اقترب ساهر من زهرة يرمي سوزان بنظرات متوعدة بينما سعد يهز رأسه له نافيًا لما سيفعله ساهر
اتخذ ساهر قرار أخبار زهرة بما تفعله بهم سوزان وبـ اطفال الملجأ
اتخذ لهجة الأحترام للتتعاطف معهم زهرة :«ماما زهرة الخالة سوزان بتعذبنا وبتعاقب اي حد مبيسمعش كلامها بالحبس»
وضعت سوزان يدها علي صدرها بشهقه نافيا ما يقوله ساهر قالت كاذبة :«دا عيل كداب يامدام متصدقوهش»
نظرت زهرة لها بغضب ونظرت لسعد فعلمت انه لن يقول شئ ولا يعبأ بما يحدث كثيرًا
نظرت لفتون الصغيرة المستجدة هي من ستخربها الحقيقه
اشارت لها ببتسامة :«تعالي»
تقدمت فتون مرة اخرة
قالت زهرة لها :« اسمك ايه ياجميلة»
قالت :« فتون ياطنط»
ضحكت زهرة بخفة :«ﷲ اسمك جميل اوي ياحببتي»
عاوزاكي تقوليلي بقا كنتي فين امبارح.
قصت لها فتون ما حدث مُنذ تركتها، والدتها وجري الكلاب ورائهم ايضًا، ومقابلتها لـ سعد وساهر وتسلقهم ع السور وختمت بقولها ان سوزان أدخلتهم غرفة مظلمة واغلقت الباب عليهم.
اعتدلت زهرة علي كرسيها مجددًا ونظرت لثلاثتهم قائلة :«طب روحو انتم دلوقتي ياولاد»
بعد مغادرتهم وقفت زهرة بغضب أمام تلك الخائفة
_«قوليلي ياسوزان انتي أعمل فيكي ايه طب العملو الأولاد غلط انا معاكي، مش عارفة تتعاملي ازاي كلميني لكن مش تروحي تحبسيهم.»
ثُم ختمت حديثها قائلة مخصُملك أسبوع اتفضلي وياريت متتكررش تاني غادرت سوزان تضغط علي اسنانها بغيظ
بـ الفناء الخلفي لـ الدار أفترش ساهر الأرض يضحك بشدة بينما يقلب سعد عينيه بملل وتبتسم فتون علي مظهر ساهر وهي لا تعلم ما يحدث
قال سعد :« وقعتنا في مشاكل وخلاص»
قال ساهر وهو ماذال يضحك :« مشفتش شكلها، وهي خايفه»
_«فعلا كان شكلها يضحك بس قريب اما المديرة تمشي هي الهتضحك علينا.»
قال ساهر :« تفتكرو المديرة عملت معاها ايه»
_«أتخصملها اسبوع»
نظرو ورائهم لصوت المرأة القادم من خلفهم ليهبو وقافين احترمًا لها
قال ساهر ببتسامة شماتة: ينهار ضحك دا زمنها هتموت ياحضرة المديرة
ابتسمت زهرة وقالت : تعالو معايا
سارو خلفها حتي توقفت في المكتب واغلقت الباب مبتسمة وادارت وجهها اتجاههم قائلة :« طبعآ الحصل دا غلط كان ممكن تتأذو»
وصاحت بهم بغضب: « لو أتكرر دا تاني ياساهر انت، وسعد هتتعقبو وعقابي مش حبس زي معملت سوزان دا اقوي»
ثم عادت لوضعها الطبيعي بهدوء
وجلست علي الكرسي اردفت قائلة :«سعد تعالي»
تقدم سعد امامها مباشرة
تحدثت قائلة بنبرة منخفضة :«ودلوقت فهمني مين فتون دي ولقتوها فين؟»
_«واحنا راجعين الدار كنا ماشين، وهي خبطت فيا وقعتني بسبب ان الكلاب كانت بتجري وراها، واضطرينا احنا كمان نجري لأن الكلاب كانت في اتجاهنا، واستخبينا في مكان وبعدين عرفنا ان اسمها فتون وعندها 8 سنين، وإن مامتها كانت معاها، وقالتلها انزلي هنشتري حاجة وهي، وقفت أستنت مامتها لكن بتقول ان العربية بتاعة مامتها شافتها بتمشي لكن ملحقتهاش»
نظرت زهرة من خلف سعد لفتون :«طب ياسعد متعرفش اسمها فتون ايه»
قال: حقيقه مش عارف لكن ممكن نسألها
قالت زهرة :« طيب تمام»
قال سعد قبل ان يتجه لساهر وفتون القابعين بـ أخر الغرفة
_« مدام زهرة فتون مامتها كده مش عاوزاها زي اغلب الموجدين في المجأ وزي انا كمان صح»
نظرت زهرة له مُندهشة من حديثه ماذال طفل ليتحدث بـ هذه اللهجة لم تعلم كيف تجيبه دون ان تجرح مشاعره :«متقولش كدا ياسعد احنا لسا منعرفش حاجة عنها، ممكن يكون حصل حاجة لـ مامتها اجبرتها تسيبها.»
قال سعد بغضب :« مفيش حاجة تخلي ام و اب يسيبو اولادهم
غير انهم مش عاوزنهم، وبيكرهوهم»
صمتت المديرة قليلًا فهذا الفتي ربما محق لم تجيبه تلك المرة مثلما اعتادات النقاش معه أمرته بالذهاب هو وساهر، ومغادرة الغرفة وابقت فتون معاها
توجهت زهرة امام فتون وهبطت لمستواها قائلة :«حببتي انتي اسمك فتون ايه، وماما او بابا اسمهم ايه»
تحدثت الصغيرة قائلة : فتون سرور النجار، وماما اسمها هاله حسين.
تحدثت زهرة :« اسمها هالة حسين ايه يافتون عيلة ماما اسمها ايه
_«مش فاكرة اسم العيلة»
_«حاولي يافتون معلش»
حاولت الصغيرة التذكر :« اسم ماماتي هالة حسين الشيخ ياطنط»
جحظت عين زهرة بدهشه ووقفت قائلة :« غريبة مش معقول !
أيعقل ان تكون هي هالة التي تعرفها لكن هالة التي تعرفها لن تفعل هذا، وكيف تفعل هذا وهي عضوه معها بجمعية حقوق الطفل اي مزحة تلك !
ستبحث بالموضوع، وتعرف الحقيقه
افاقت زهرة من دهشتها مُتطلعة لفتون :« بصي يافتون ياحببتي هتفضلي معانا كام يوم هنا لحد منشوف ماما اتفقنًا»
ابتسمت فتون قائلة :« اتفقنا»
قالت زهرة «: يلا روحي اللعبي بالألعاب الجديدة مع بقية الأطفال برا»
غادرت فتون الغرفة لتجد سعد وساهر منتظرينها :«قالتلك ايه المديرة يافتون»
أخبرت فتون سعد بما جري بالداخل
مر اربعة ايام كانت فتون قد شعرت بالألفه اتجاه سعد، وساهر تعرفت علي القليل من بقية اطفال الملجأ، ولم تأتي زهرة تلك الأيام الأربع .
" بـ فناء الملجأ"
يقف مجموعة من الصبية، التي تقارب اعمارهن بين الـعاشرة والثلاثة عشر تقدمو يقتربون من ذاك الطفل؛ الذي يقف مستندًا علي جزع الشجرة
اقترب اكبرهم من ذاك الطفل قائلًا ببسمة جانبية ساخرة :« أيه ياساهر مالك زعلان لية»
نظر له ساهر ثم اشاح بنظره مجددًا ناظرًا لما كان ينظر له
تطلع الفتي أتجاه ما كان ينظر له ساهر، و ازدادت ابتسامته التي لا تبشر بالخير عندما رأي من بعيد فتاة الملجأ الجديدة، وسعد يضحكان سويًا
_«بقا هو الموضوع كده صاحبك باعك لما لقي غيرك
شكله مبقاش عاوزك تكون صاحبه، وحتة البنت الصغيرة دي بقت صاحبته اكتر منك»
ثم صاح ضاحكًا بسخرية :«ضحكو عليك ياحرام»
اومأ الأطفال الذي معه يلتفون حوله وييضربون ب اكفافهم بصخب حوله ضاحكون، وهم يرددون: ضحكو عليه ضحكو عليه ضحكو عليه .
تنفس الصغير بغضب ليلتفت اتجاه الصبي الذي سخر منه
ضاربآ اياه ليبدأ الشجار العنيف بين الأطفال تجمع الأطفال الباقون من كان يلعب ومن كان يأكل، ومن كان بغرفته تجمع الجميع علي الصوت ليرو ساهر يقوم بضرب ذاك الصبي، ولكن كان بقية الصبيه زملاء الصبي يضربون ساهر بشدة كانو ثلاث ورابعهم الصبي اكبرهم تجمع الصِبية الأربعة علي ساهر ليضربوه بقوة، اخذت تلك الحجارة ترتفع الي أن حطط بقوة علي رأس الصبي ليقع ارضًا لينظر الجميع أتجاه الطفل الذي القي بـ الحجارة القابع بمنتصف الفناء
_« هو محدش قالك يامعتز ان ساهر خط احمر .»
قام معتز الطفل المغرور الذي سخر من ساهر هو وزملاءه يهندم ملابسه ذاممًا ، وضاممآ شفتيه بغيظ قائلآ
قال بستهزاء :«لا الصراحة قالولي انه أصفر معرفش الأحمر دا جه منين»
أقترب سعد من ساهر الملقي أرضًا ليجد جرح صغير بجبهته
ليقف ممسكًا بحجر أقوي من ذي قبل ليلقيه بقوة أكبر بمنتصف جبهة معتز ليقع مرة اخرة مُتألما، و نازفًا الدماء
اتت الفتاة التي ركضت تنادي سوزان، والتي كانت قد رأت قزفة سعد بالحجارة علي رأس معتز شهقت لتنادي علي مساعدها ممدوح ليحمل معتز للمستشفي تجمهر جميع الأطفال بالخارج علي صوت عربة الأسعاف بينما ساهر ملقي، مكانه اقتربت فتون التي كانت تبكي مُنذ الشجار أقتربت من ساهر تساعده علي الوقوف ليدفعها ساهر عنه بقوة أوقعتها أرضًا مُتألمه قائلآ :«ابعدي عني ملكيش دعوة بيا ساعد سعد فتون لتقف من جديد ناظرًا لساهر :«في ايه ياساهر ايه الحصل!؟»
أجاب ساهر :« انت كمان متكلمنيش، ابعدو عني انتو الأتنين وانت ياسعد مش عاوز اكون صاحبك تاني»
قال سعد مندهشًا :«ايه دا! أنت ليه بتقول كده ياساهر انا عملتلك ايه!؟»
_«دا الـ انت عاوزه صح مش عاوزنا نكون صُحاب كنت عاوزني اقولك كده عشان تكون جات مني انا صح»
ثم ابتعد قليلآ للوراء يتطلع لفتون بكره مُكملآ :«انت لقيت صاحب غيري خلاص، وانا كمان مش عاوز اكون صاحبك طول ما انت معاها.»
ابتعد مُغادرًا ليقف سعد قليلًا مندهشآ من رد الفعل العنيف الذي بدر من ساهر لكنه لحق به قائلًا له ما سبب له الصدمة....