رواية بعنوان: لعنة مارد " الفصل الثالث".

 تعجبت المرّةِ السابقة، صحيح؟

نعم ربي، فأنا لم أُطرد من الجنة بسبب كفر ونكران بخالقي كما يفعل بعض البشر الحمقى؛ البشر الذين نجعلهم نحن يفعلون ذلك.  

نحن نحب الفساد والخراب، وهذا يتبين لمن يزور عالمنا، ليست تلك فقط الصفات التي تسببت في رجمنا، بل لأننا أيضًا متكبرون ومتعجرفون وكما قيل «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».

الفصل الثالث:

رنيم... هو مين يابنتي انطقي.

يقطع كلامهما رنين هاتف تمارة .....

تماره... الوو مين الووو.....رد طيب.

رنيم... مين يا تماره... يابنتي متنحه ليه. 

تماره بخوف وتعجب..... المكالمة، الصوت، التنهيده، هوا؟!

رنيم.... يابنتي دي تعويذة ولا ايه هههههههه

تماره... هو نفس الصوت .. إزاي والمكالمة... أنا دماغي هتنفجر مستحيل..

 هدوء و صوت رسالة على هاتف تماره.. (أنا كدا أطمنت عليكي، متخافيش أنا جنبك)

رنيم.. مين يا بنتي...حرام عليكي قلقتيني وقلقتي أهلك.

تماره في حالة صدمة، أسألة كثيرة تدور ببالها؛ هل هو؟ نعم هو! ولكن كيف؟!

رنيم....تماره، ردي عليا بالله عليكي.

تماره... مراد! مراد يا رنيم. 

رنيم .. طب أيه المشكله! دا حتى قمر وبيحبك هههههه، وليه انتي خايفه كدا؟

تماره بدهشه وخوف.... هو في ميت بيمسك تليفون!

رنيم.... ميت؟ مين مات يا بنتي؟ انتي اتهبلتي ؟

تماره.. المكالمة يا رنيم ... مروان أخو مراد قالي أنه مات في حادثة على الطريق بعد ما كلمني وأنا رفضته.

رنيم بخوف ورعب....أنتي، أنتي بتقولي إيه؟ أنتي فاهمة كلامك ده؟ 

تماره بصراخ...يعني أنا اتهبلت يا رنيم؟! متبقيش أنتي وأهلي مش مصدقيني، ولو مش مصدقين روحو شوفوا إيه اللي ولع فالمخزن. خلااااص يا عالم أنا اتجننت، وأنا الغلطانة وانتوا الّي على حق، روحو شوفوا بقى أنا بمشي فنومي وروحت جبت الكبريت وفضلت أولع فالمخزن لحد ما الحريقة مسكت فيه، استريحتوا؟ 

رنيم بخوف وقلق على صديقتها.. أهدي يا تماره، مش كدا، خلاص، خلاص مفيش حد غلطان، وكل حاجة هتبان، أهدي بالله عليكي.

دخل والدا تماره على صوت الصراخ العالي...

الأب..تماره، في إيه؟

رنيم...مفيش يا عم، هيا متوترة شوية، أنا همشي دلوقتي ويبقى أطمن عليها لما أوصل، أسيبك أنا وهطمن عليكي بعدين يا ست البنات، سلام.

أم تماره..مالك يا تماره،في إيه يا بنتي؟

تماره ببكاء...سيبوني لوحدي، أنا خلاص تعبت، تعبت، والله كدا كتير عليا أوي، سيبونييي.

الأب..يالا يا أم تماره، سيبيها تستريح، ربنا يحفظها ويعدي عليها وعلينا الأيام دي بخير.

تمارة في غرفتها تفكر وتسرح بأفكارها رأت خيال خلف الستارة، وبخوف شديد قامت لترى ما هناك. 

سمعت صوت الباب يقفل، فأسرعت لتفتحه، ولكن هناك شيء يمنعها، المصباح يضيء ويطفئ يضيء ويطفئ، أصوات غير مفهومة وخيالات كثيرة هدوء وصوت يتردد في مسمعها..

..... محدش هيخدك مني، أنتي فاهمة، المرة دي مفيش هروب أنتي بتعتي... 

تماره... أبعد عني، أنت عاوز أيه؟ أنت مين ؟حد يلحقني. 

صوت مخيف وملامح بدأت تظهر لها .

...... محدش هيخدك مني.

 خيال على الجدار، طويل ويبدو قبيح وكأنه مسخ .

 تماره تحاول أن تصرخ ولكن دون جدوى، لا تستطيع تذكر أي شيء ينقذها... ويرتفع الصوت مرة ثانية...

..... هخدك معايا العالم بتاعي محدش هيقدر يمنعني..

تماره ..سبني أبعد عني.

 الصوت.... أنتي بتعتي بس.

صور دماء تظهر وتختفي، صور مخيفة وأيدٍ تحاول جذبها، تشعر بلهيث أنفاس قريب منها، خوف ورعب صراخ غير مسموع..

فجأة! ذاك الصوت مرة أخرى.

..... قولي ورايا (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه ......)

تماره تردد خلف الصوت بسرعه وبخوف ..

...... هجيلك تاني مش هسيبك أنتي بتاعتي..

تمارة صرخت ثم أغمي عليها...

والد تماره فتح الباب... مايه بسرعة هاتي حاجه نفوقها بيها ..... 

أم تماره بحزن وهدوء... لا حول ولا قول إلا بالله العظيم. 

تماره بصوت مكتوم... إزاي هو؟ إزاي مراد بيكلمني! ازاي؟


تصحيح/ جهاد.

بقلم الكاتبة/ نورا عنتر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم