١. مرحبًا أيها الأنسي.
أود إخبارك فقط أنني ضعيف بالنسبة لك، أضعف من أن أؤذيك وأفعل بك الأفاعيل كما يهول لكم ما تقرأون في قصصكم الخيالية، لما لا تصدق أنني ضعيف؟!
وذَكَرَ ربي وربكم في القرآن ذلك قائلًا «إنّ كَيْدَ الشَّيطَانِ كَانَ ضَعِيفًا».
الفصل التاني:
استيقظت ووجدت نفسها تسمع أصوات غريبة، كان الجو هادئًا، وسمعت صوت بداخلها يحثها على النهوض!
والغريب أنها تنصاع لهذه الأوامر وتنفذها! فتحت عينيها تحت تعجبها وخوفها..
_الصوت: روحي المخزن.
تمارا ذهبت خلف الصوت، وهبطت وهي لا تدري لماذا تفعل ذلك، فتحت الباب:
شافت ضلمة وخيالات كتير، صوت بيقولها ادخلي.
ملامحه بتبان وكأنها خيال.
هدوء، خوف، وفجأة! الباب قفل.
_تمارا بصراخ: أنت تاني، لا، ماما، بابا،حد يلحقني بالله عليكم.
سمعت صوت مخيف هي بس اللي تقدر تسمعه.
_محدش هيسمعك غيري، بطلي تصرخي، محدش هياخدك مني، وفري على نفسك الجهد دا، هما ميستهلوكيش.
_تمارا: إيه دا، لا ابعد عني، أنا، أنا مش فاكرة أي حاجة من القرآن كدا ليه؟ مش سامعة صوتي، مش عارفة أتكلم.
_الصوت مرة تانية: قولتك محدش هياخدك مني، مش هتفلتي من إيدي، أنتِ ليا أنا بس.
_تمارا: حاسه إيد بتمشي عليا، مش فاكرة حاجة من القرآن، ومش عارفة أنطق أصلًا.
النور قطع، في إيد على جسمي، دموع بتنزل، صوت مش بيخرج، حاسة بحرارة قريبة مني.
يقطع إحساسها صوت يقول لها: قولي ورايا
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السمٰوٰت وما في الأرض من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السمـٰوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم)
تمارا بتردد بسرعة وبخوف.
_الصوت جواها: محدش هياخدك مني.
أصوات كتير جواها، الضلمة بتزيد، خوف، رعشة، كلمات مش فهماها، وهي بتردد نفس الآية
أغمى عليها.
_والد تمارا: حريقة في أوضة المخزن إلحقونا.
إلحقونا هاتوا ماية بسرعة الحقونا..
_أم تمارا بصوت حزين وخايف أوي: الحمد لله عدت على خير، الحمد لله؛ بس إيه سبب الحريق دا؟ وإزاي اشتعل وأنتِ جوا؟ وليه روحتي هناك!؟
_تمارا في حالة صمت بتكلم نفسها: أنا عارفة الصوت اللي أنقذني، دا الصوت دا مألوف! بس إزاي عرف، وإزاي قدرت أسمعه؟ الصوت صوته أيوه هو صوت..
_رنيم: تمارا، أنتِ كويسة؟ إزاي دا حصل؟ طمنيني عليكِ أنتِ بخير؟
_تمارا: أيوه أيوه، أنا بخير سيبوني لوحدي.
_رنيم: أنتِ شوفتيه تاني؟ احكيلي .
_تمارا: سمعت صوت أنقذني منه.
_والد تماره: صوت مين، وأنقذك من مين يابنتي؟ فهميني.
_رنيم: مفيش حاجة ياعمو.
_والد تمارا: أسيبكم براحتكم.
_تمارا: أنا عارفة الصوت، معقول هو؟ بس إزاي ؟!
_رنيم: يابنتي فهميني، صوت إيه، ومين دا؟!
_تمارا: صوته هو والله، هو؛ بس إزاي؟ والمكالمة اللي جتلي؟
_رنيم: هو مين مش عايزة غباء؟!
بقلم الكاتبة/ نورا عنتر