رواية بعنوان: لعنة مارد

 في فاكر؟ 

_فاكر إيه؟

_القضية اللي كانت من 20سنة؟

_بس إيه علاقتها؟! وبعدين دي عرفنا دليل البراءة فيها بعد تنفيذ الحكم.

_عشان كدا مينفعش نستعجل، وناخد كلام المشتبه فيه في الاعتبار. 

_ ملف القضية في الأرشيف صح؟! 

_ أه، وجميع الأدلة، وكلام الشهود، وكلام المشتبه فيها نفسها كله متسجل حتى دليل البراءة اللي لقيناه في ظروف غامضة موجود. 

_تمام أوي. 

الفصل الأول:

تمارا 22سنة، خريجة ثانوية عامة قسم علوم، في يوم من الأيام في الغرفة.. 

_تمارا.. يا تمارا

_ تمارا: أيوه يا ماما جاية. 

_الأم: اجهزي يالا بسرعة. 

_تمارة: امممم في عريس جديد صح! 

_الأم: بالظبط كده

_تمارا: هو انتو مش بتزهقوا؟ 

الأم بكل هدوء: تؤ تؤ، يالا بسرعة.

_(تمارا في الغرفة خاصتها تحدث نفسها): 

هو أنا ليه مش عاوزة أتجوز؟ أنا بنت حلوة، وذكية، ومحبوبة، ومش مرتبطة؛ ليه بقا كرها الجواز؟ يكون السبب هو؟

_ صوتٌ هادئ يقطع حبل أفكارها:

_إيه! الجميل بيفكر في إيه كده؟

_تمارا: بابا؟! لا لا ولا حاجة.

_الأب: اسمعي كلام مامتك يالا مش عاوز مشاكل.

_تمارا: مممم حاضر.

_الأب: من غير مممم اللي أنتِ عاوزاه هنعملوا من غير مشاكل.

_تمارا: أنا بقول إنك أجمل أب في الدنيا.

هم الأب بالخروج.. 

_تمارا: بابا. 

_الأب: عيون بابا. 

_تمارا: لا، لا خلاص. 

خرج الأب من الغرفة في عدم فهم وتمارا في غرفتها.

 إيه الصداع دا؟ راسي هتنفجر، جسمي متكسر، أنا تعبانة أوي.

 فجأة! أغمى عليها فوق السرير. 

نعود بالزمن إلى سنتين تقريبًا للوراء.

_تمارا: ماما، إلحقيني يا ماما، بابا حد يلحقني بسرعة، أه. 

_الأب: في إيه؟ تمارا أنا أهو مالك، وإيه الحالة دي؟!في إيه يا بت ردي.

_تمارا: أنا أنا أنا 

_الأب: أنتِ إيه؟ انطقي.

_تمارا: أنا شوفت عفريت!

_الأب: عفريت إيه يا بنتي؟ هتلاقيكِ شوفتي نفسك في المراية.

_تمارا: لا لا، أنا شوفت عفريت قصير أوي، وشعره أسود، وطويل كمان، وعنيه نحاسي وهو أسمر.

_الأم بقلق على ابنتها: حبيبتي أنتِ كويسة؟

_تمارا: ماما أنا خايفة، كان بيقولي..

_الأم: مين بيقولك إيه يا بنتي؟ قلقتيني، طب كان خيال على ستارة الشباك انعكس من العمارة اللي جمبنا، كان إيه؟!

_تمارا: لا لا، دا كان عفريت في أوضتي.

_الأم: تمارا! مش عايزة هبل، يمكن من كتر ما أنتِ بتفكري شوفتيه في أحلامك ولا حاجة.

_تمارا: صدقوني أنا شوفت عفريت.

_الأب: قومي صلي يا بنتي وسيبك من الأوهام دي.

_تمارا: بنبرة حزن وخوف: حاضر يا بابا.

بعد يومين.. 

_تمارا: بابا الحقني ماما الحقوني حرام..

_الأم: في إيه تاني يا بنتي. 

_تمارا: شوفته يا ماما، والله صدقيني نفس العفريت. 

_الأم: لا أنتِ اتجننتي رسمي بقا بلاش هبل. 

_تمارا بحزن: نفسي حد يصدقني لو مرة. 

_الأب دخل على الصوت العالي: إيه؟ في إيه؟ نفس الهبل تاني؟! أنتِ مش طبيعية من يوم ما المكالمة الغريبة دي جتلك وفضلتي تعيطي، ريحي قلبي يا بنتي وقولي كان فيها إيه.

_تمارا بخوف وصوت يرتعش: مكالمة! مكالمة إيه؟ لا لا مفيش حاجة خلاص شكلي بهلوس.

خرج كلا الوالدين.

تمارا بتكلم نفسها: المكالمة دي اللي دمرتني يا بابا، بس لو تعرف اللي بحسه، ولا اللي عايشة فيه، ولا اللي خايفة منه، ولو ينفع أحكيلك أصلًا. 

بعد مرور شهور، والموقف ذاته يتكرر لم تعد تمارا تخاف، وهنا كانت الغرابة الشديدة؛ أنها لم تعد تراه فقط! بل بدأت تتحدث معه أيضًا! رغم شكله المخيف الغير واضح من الأساس، إلى أن استيقظت ذات يوم، وهنا كانت الصدمة..

بقلم الكاتبة/ نورا عنتر

إرسال تعليق

أحدث أقدم