بين طيات الصعاب تتألق الكاتبة نور فضة

 اقتنت من اللغة العربية كلمات وجمل؛ لتُعبر عن ذاتها، أخدت من البحور شواطئًا لتغوص في أرواحنا بكلماتٍ وعباراتٍ تؤثر بنا، كأنها تصف مشاعرنا، دعونا نرحب بكاتبتنا العظيمة: نور فضة


1/ عرفينا عنكِ لنُزيد من معرفة الكنوز؟

- أنا "نورهان رأفت فضة" ولكن أحب أن يناديني الناس بـ "نور فضة" فهذا الاسم محببٌ لي.

أما عن عمري فأنا أبلغ الثامنة عشر، واقترب إتمامي للتاسعة عشر.

أما عن هواياتي فأبرزها الكتابة، وذلك دون مبالغة، فقد وهبني الله تلك الهبة العظيمة التي قمت باكتشافها بطريقةٍ غريبة.



2/ متى بدأتِ الكتابة؟ وكيف؟

- بدأت الكتابة في سنِّ الرابعة عشر، وكنت في مرحلة عدم تفاهمٍ مع أهلي، لم أكن أملك الكثير من الأصدقاء أيضًا، كما أن مهارات تواصلي الاجتماعية لم تكن بالجيدة، فوجدت طريقةً لتفاهمي مع نفسي وعملت على تطويرها، كانت الكتابة.

كنت لا أفهم نفسي وأشعر ألَّا أحد يفهمني، فلجأت للكتابة؛ حيث وجدت أنَّ راحتي بها، وتفاجأت أيضًا من موهبتي تلك، رغم أنني لم أحاول أن أكتُب سابقًا، فكانت من هنا بدايتي وفهمي لنفسي مع تطوير علاقاتي وتوطيدها، وكانت لعائلتي أولوية اكتشاف تطوري.

3/ هل واجهتِ صعوباتٍ أو عقباتٍ في مجالك الأدبي؟

- بالتأكيد، أيوجد من لم يواجه أيَّة صعوبةٍ، ولو كانت بسيطة!

كنت قد قررت أن أنشر كتاباتي، فقمت بعمل صفحة على الفيسبوك، لم أضِف أيًّا من أصدقائي أو أقاربي، حتى عائلتي لم أعلمهم بالأمر إلا صدفة بعد أيامٍ من ذلك، فلقيت منهم الدعم، وبالأخص من أمي، كانت داعمتي الأولى وقتها، وتقريبًا الوحيدة، استمر نشري لكتاباتي في صمت ككاتبةٍ مجهولة، لا يعرفها إلا قلة قليلة، وفقدت شغفي بالكتابة لقلة الدعم بعد سنة واحدة أو أقل من بدايتي، فكنت في كل مرة أقرر أن أكتب شيئًا جديدًا أصاب بالإحباط وأتراجع عمَّا ببالي، فكان انقطاعي عن الكتابة حينها استمر حتى تجاوز العام والنصف. 



4/ كيف تخطيتي تلك الصعوبات والعقبات؟

- قابلت من كانوا يحبون الكتابة من زملائي بعد دخولي الجامعة، فكانت عودتي بحماسٍ مرة أخرى، بعدما وجدت من يحبون الكتابة مثلي، فكانت عودتي بعد فترة انقطاعٍ طويلة، وتطورت في هذه الفترة بشكل كبير، وكان ذلك من فضل الله عليَّ وتوفيقه إيَّاي، بعد أن شجعوني على أن أنضم لكيانات الكتابة، فكان أول كيانٍ انضممت إليه "نانيس" ثم تبعه "ملهم"، وكانا أولى الكيانات تأثيرًا على تطوري، وتنميةً لموهبتي في الكتابة، بعدها عدت لصفحة فيسبوك خاصتي ونشرت كتاباتي، وقمت بصنع حساب على الانستجرام لنشر الخواطر التي أقوم باستلهامها من الصور.

5/ مَن كان داعمكٍ في ذلك الطريق الصعب؟

- كانت أمي أول الداعمين لي، وأبي وأخوتي وأصدقائي، كان كل شخصٍ يكتب لي كلمة صادقة، أعرفه أو لا أعرفه، كان من داعميني، لهم جميعًا جزيل الشكر والتقدير.



6/ حدثينا عن أهدافك المستقبلية، وكيف تخططين لتحقيقها؟

- أخطط أن أطور من نفسي في كتابة القصص والروايات، لوجود بعض القصور لدي في هذا الجانب، كما أنوي أن أشارك في كتاب سيُصدر معرض الكتاب القادم إن شاء الله، كبدايةٍ لي، وأنوي تحقيق أشياء أخرى في المستقبل، اِدعوا الله لي بالتوفيق.

7/ كيف تقضين وقت فراغك؟

- أكتب أحيانًا ما يجول بخاطري، وأقرأ بعض الأشعار، بالأخص الشعر الجاهلي، فأنا أحب قراءته، وأحب قراءة بعض الكتابات، للكاتب العظيم "محمود درويش"، وأحب قراءة الكتب بشكلٍ عام، والروايات بشكلٍ خاص، وبالأخص الرعب والفانتازيا، هناك أشياء أخرى كثيرة أفعلها في وقت فراغي، ليس لها علاقة بالكتابة، بل تشمل هواياتي الأخرى.



8/ هل لديكِ اهتمامات أخرى غير الكتابة والمجال الأدبي؟

- بالتأكيد فأنا أعشق الرياضة أيضًا وأمارس الفنون القتالية، وأحب الرسم أيضًا، وأحب تربية الحيوانات الأليفة، وأحب التصوير الفوتوغرافي، وأشياء أخرى كثيرة، ولكن ما ذكرته هو الأبرز.


9/ ماذا عن إنجازاتك، هل لنا أن نعرفها؟

- كما ذكرت فأنا أعتبر أن إنجازاتي قد بدأت مذ عدت لهذا المجال العظيم، منذ ما يقارب السبعة أشهر، كان هذا فضل من الله، فكان تطوري في الكتابة واهتمامي بتعلم اللغة بشكلٍ سليم من أهم إنجازاتي، فتعلمت التدقيق اللغوي، ليس بشكل كامل ولكنني أتطور بشكل كبير، أيضًا التقييم، وشاركت في كتابٍ إلكتروني اسمه "سطور حائرة"، وهناك أشياء أخرى أعمل على تحقيقها في القريب العاجل إن شاء الله.



10/ كونك من كُتاب كيان "ملهم"، كيف ترين الكيان؟ هل حقق في مسيرتك الأدبية شيء؟

- هو كيانٌ ملهمٌ بحق، لم أحظى بالكثير فيه، ولكن في تلك الفترة الوجيزة التي انضممت إليه، وتعرفت عليه وعلى أعضائه، وانضممت لتلك الأسرة اللطيفة، كانت لها أثر جميل في نفسي، وكانت لها في تطويري جزءًا جميلًا، للكيان وأعضائه جميل الثناء وجزيل الشكر.

11/ وجِّهي نصيحة لكُتاب المستقبل؟

- نصيحةٌ أوجهها لي ولجميع الكتاب الذين يسعون لتطوير أنفسهم: (لتعلم أن الله رزقك تلك الهبة لاستخدامها فيما يرضيه، لتعِين بها على طاعته، لتوجه بها رسالاتٍ لطيفة، وأخرى منجية من المهلكات كالنفس مثلًا، اعلم أن قلمك الذي تكتب به في ورقك، وأناملك التي ترسم بها حروف كتاباتك ما هي إلا جندٌ من جنود ربك، فاستخدمها كما يحب الله ويرضى، واستعن بالله وتوكل عليه في أمرك وأمر تطورك ونفعك، وكفى بالله وكيلا).




12/ في النهاية نشكرك على حوارك معنا، هل لنا بكلمات من صندوقك الثمين ننعم به؟ 

- بالتأكيد لي جزيل الشرف

(ضلَّ صاحبكم وغوى، هلك وذرى، بهت لونه وزوى، شحب احمراره وضنى، كان لونه مضرمًا فأُخمِد، كان مبتهجًا فأُكمِد، سحقت روحه فأُفلِت عن أرض فرحته وأُقرِط، عششت الغربان في قلبه وتعسر حاله وأُقنِط، مع إضرام نار قلبه وإخماد لون وجهه احتال لون فرحِه لبهتان حزنه، صار شحوب أوراقه بعد إبراقه أقنَط، بات تفرع أحلامه أشعث، حتى عشش حزن الزمان على شعثه فأفرط الحزن في حزنه واشتَطَّ، غاب تورد ابتسامة وجنتيه فانقلبت حياته رأسًا على عقب، خيمت أعشاش طير الحزن الخاوية على زهرته فأفنت، عمره وشبابه وأبت، أن تجعل ضحكة الدنيا تطبع لون بهجتها وحروف لهجتها وتنبت، أضحى ريش غربان حزنه منتشرًا وأروج، غطَّى على ابتهاجه وأمرض سعد قلبه، فكانت نهاية عمره مع ابتداء حزنه وانتشار علة الطير الأسود، فياليته جناح طيرٍ أعوج، حتى يتفادى وقع أنفاس الحزن الأعرج).

✧نور فضة✧

13/ ما رأيك في حوارنا الصحفي؟

- لم أحظى بحوارٍ صحفيٍ من قبل، فكانت بالنسبة لي تجربة جديدة وأيضًا مميزة، سعدت بالحوار معكم ولكم جزيل الشكر والتقدير.

حوار الصحفية/ أميرة فتحي بكر

إرسال تعليق

أحدث أقدم