أنا اسمي أحمد هحكيلكم حكايتي، أنا عايش مع أخ أكبر مني اسمه محمود وبابا وماما؛ بابا بيحبني جدًّا وبيثق فيا، وأي غلط بيصدر مني بيشيله لأخويا وبيعاقبه بدالي، في يوم من الأيام خدت من سجاير بابا من غير ما يعرف، ولما رجع لاحظ أن السجاير قليلة، راح جاب أخويا وسأله أنت خدت من سجايري أخويا قاله لأ، وفضل يحلف كتير لبابا، بابا مصدقش أخويا، وضربه وعاقبة أنه ينام من غير عشاء، حاولت أعترف لبابا خوفت؛ سكت ونمت الليلة دي بس جوايا زعل، واللي زاد من زعلي إني طول الليل سامع صوت أخويا وهو بيتوجع، صحيت الصبح ندمان وقولت مش هعمل حاجة زي كدا تاني، ومرت الأيام وفي يوم من الأيام كدا لقيت ماما قبضت الجمعية، قولت لها يا ماما عاوز فلوس قالت مش معايا دلوقتي يا حبيبي بكرا أديك لو فاض فلوس، خليت ماما في المطبخ ورحت خدت فلوس من شنطتها، ولما ماما أكتشفت الموضوع حكت لبابا، بابا نادى لأخويا وسأله قاله محلصش مني كدا، قاله لأ أكيد أنت أخدت الفلوس عشان منعتك تسرق سجايري، طلع الفلوس يا ولد بصوت رعب، خوفت أحكي حاجة لبابا إني أنا اللي خدت الفلوس وكدا، وأخويا أضرب المرادي كمان بدل مني، وأتحرم من الخروج أسبوع كامل، وبقينا كدا فترة أنا أعمل الفعل وأخويا يشيل رد الفعل، بس بجد كل ما أحب أحكي أخاف من العقوبة والطريقة فأسكت.
وفي يوم بابا حط كاميرا في الأوضة وساب سجايره وفلوسه على التربيزة جنب السرير وخرج، وأنا مكنتش أعرف حكاية الكاميرا، ودخلت خدت الفلوس والسجاير وبخرج من الأوضة تفاجأة ببابا عند الباب، اتصدمت من الموقف، وخفت وكنت حاسس أن رجليا مش شيلاني، قالي إيه دا يا أحمد، خفت وسكت وبقيت أبرق لبابا، وأنا بتخيل أنه يمكسني يضربني ويحرمني من المصروف أو الأكل أو الخروج، نَفسي كان بيروح مني وأنا خايف ومش عارف هيعاقبني أزاي لو عرف، فجأة بابا قالي بصوت غضب: أكيد أخوك اللي باعتك تاخد الحاجات دي، ولقيته جاب أخويا وضربه وحرمه من الخروج من الأوضة يومين، وقتها حسيت بوجع غريب جوايا، ليه بابا بيتعامل معايا كدا ومع أخويا كدا؟ ليه مش نفس الطريقة؟ ليه يناديلي باسمي وينادي لأخويا بيا ولد؟ ليه بيكره أخويا وبيحبني كدا؟ أسئلة كتيرة مش لاقي لها إجابة، أنا بكره نفسي أوي، أنا كنت السبب في آذيت أخويا اللي كان بيحرم نفسه من الحلو عشاني وعشان متعقبش، واستحمل يتعاقب هو بدالي أزاي؟ قفلت على نفسي في الأوضة يومين، بابا سألني: مالك يا أحمد؟ قولت له أنت ليه يا بابا بتحبني كدا؟ قالي عشان أنت كويس ومش بتعمل الغلط زي أخوك، قولت له لو عرفت أن كل غلط حصل كُنت أنا السبب فيه، رد بابا وقالي مستحيل؛ أنت متعملش كدا، ساعتها بس عرفت أن فعلا اللي بيحب حد مش بيشوفه وحش، ومش بيعرف أصلًا يتخيله وحش، هو مش بيشوف غير أنه شخص مثالي كامل، ساعتها سكت ومقدرتش أقول لبابا إن أنا اللي عملت كل دا؛ لأن بابا شايفني مثالي، مش هيصدق، روحت لأخويا وصالحته وحضنته، ووعدته إني هتغير عشانه، عشان ميتعاقبش بسببي، وطلبت أنه يسامحني، ساعتها أخويا حضني وقالي: أنت أخويا حته مني، مكنش هيفرق أنت اللي اتعاقبت ولا أنا؛ مأحنا روح واحدة في جسدين، ساعتها ندمت أوي على كل حاجه وحشه عملتها، وعرفت يعني إيه يبقى لك أخ، يصون سرك، ويخاف على صورتك، ويدافع عنك، ويشيل وزرك وهو راضي وبكل حب.
أسماءإبراهيم "هُنه"