جلسة "الجحيم"

الجزء الرابع

جلسة من الجحيم

في يوم من الأيام بداخل أحد غرف مستشفي العباسية كان يجلس دكتور الأمراض النفسية دكتور(محمد) الذي لم يكن يصدق في أمور ما وراء الطبيعة؟ حتي جلس مع بعض المرضى يستمع إليهم الذي لم يتوقع أنها ستكون بداية قصتة مع هذه الامور وكان هؤلاء المرضي هم المريضة رقم ١٠٥ إسمها سوسن توفى أبوها و أمها في حادث مروري غريب، و المريض رقم ١٣٩ إسمه مجدي قتل صديقة في ظروف غامضة و بشكل وحشي، و لكن كان يوجد مريض رقم ١٥٧ إسمه محمود لم يكن يتكلم و لم يتفوه بكلمة واحدة منذ دخوله المستشفى بعد أن قتل زوجتة و ابنتة و أخوة في ظروف غامضة و بطريقة بشعة جداً 
، و تبدأ الجلسة المعتادة.

دكتور(محمد): ها يا جماعة مين حابب يتكلم؟

تتكلم سوسن المريضة رقم ١٠٥: أنا يا دكتور هتكلم.

دكتور(محمد): اتفضلي.

سوسن: أنا يا دكتور من بعد وفاة أهلي و أنا الدنيا بايظة معايا و مش عارفة أتعامل طبيعي مع الناس في كل مكان بشوف أمي و أبويا و هما واقفين قدامي أو جنبي أو حواليا عمومًا.

تصمت سوسن و قليلًا ليتكلم دكتور(محمد): كملي يا سوسن بيحصل إيه تاني؟ سوسن: لدرجة أني بشوفهم في المرايا و حواليا دلوقتي و شايفاهم وراك و مش قادرة أنسي منظرهم ولا شكلهم و هما متكسرين و جمجمة أمي مكسورة و مخها طالع و أبويا، والسيخ الحديد داخل في صدرة و بعد ما اتحرقت العربية بيهم و اتفحموا وأنا خرجت من العربية و مقدرتش أعمل حاجة، وتنهار سوسن و يهدئها دكتور(محمد): اهدي يا سوسن مفيش أي حاجه من دي حقيقة كل دي أوهام من عقلك خدتي أدويتك زي ما قولتلك؟

سوسن: أيوة.

دكتور(محمد): تمام و بتشوفيهم وقتها.

سوسن: لا مش بشوف حاجة.

دكتور(محمد): خلاص متقلقيش.

ترد سوسن بإنفعال: أهدي إزاي يا دكتور أنا المشكلة دلوقتي بقت في أحلامي بقيت بشوفهم و أنا نايمة و بيشدوني لحفرة بتخرج منها نار عاوزين يقتلوني علشان سيبتهم.

دكتور(محمد): متقلقيش محدش هيقتلك عاوزك تهدي و ريلاكس إهدي نأخد نفس عميق ونهدي، برافو عليكي يا سوسن.

سوسن: ممكن أشرب؟

دكتور(محمد): أكيد طبعا اتفضلي.

سوسن:شكرًا يا دكتور.

و يكتب دكتور محمد في دفتره سوسن المريضة رقم ١٠٥ اضطرابات نفسية و هلاوس و تهيؤات بصرية.

دكتور(محمد): العفو، ها مين حابب يتكلم تاني؟!

ليرفع مجدي المريض رقم ١٣٩ يده ليقول: أنا عاوز أتكلم.

دكتور(محمد): اتفضل يا مجدي بس الأول خدت علاجك؟

مجدي: أيوة خدت علاجي.

دكتور(محمد): متأكد يا مجدي؟!

مجدي: اه والله يا دكتور حتي أسأل الممرضة منال.

دكتور(محمد): تمام هسألها و لو طلعت مخدتهوش هاجي اديهولك بنفسي.

مجدي: حاضر، ممكن أتكلم بقى؟

دكتور(محمد): اتفضل.

مجدي: أنا لحد دلوقتي بشوفهم و بشوفه وسطهم و هو عمال يتريق عليا ويضحك صوته بيبقى وحش أوي.

دكتور(محمد): هو مين؟!

مجدي: أنا التاني أصل إحنا اتنين مش واحد بيكلمني و بيقولي أعمل أي و أوقات هو إللي بيعمل أصله شرير أوي و أنا غلبان.

دكتور(محمد): بيقولك تعمل ايه طيب؟

مجدي: بيقولي أقوم أقتلك بس أنا مش عاوز أعمل كدا.

دكتور(محمد): يعني هو إللي قالك تقتل صاحبك؟

مجدي: لا هو مقالش ليا لأن هو إللي قتله أصلًا.

دكتور(محمد): قتله إزاي تقدر تقولي ولا أنت مكنتش هناك.

مجدي: لا إحنا الأتنين سوا بنشوف و بنسمع سوا.

دكتور(محمد): قتله إزاي طيب؟

مجدي: حط ليوسف منوم في الشاي و بعدها.

يقاطعه دكتور(محمد): يوسف دا إسم صاحبك؟

مجدي: أيوة.

دكتور(محمد): طب كمل.

مجدي: لما شرب المنوم ونام ربط بوقة و ربطة علي القطاعة إللي بنقطع عليها إلي بيقتلهم.

يقاطعه دكتور(محمد): معلش أنت قولت إللي بيقتلهم لي هما كام واحد؟!

مجدي: كانو ١٧ واحد و واحده و منهم كانت بنت جاري كانت صغيرة و طعمها حلو أوي.

دكتور(محمد): طب و عمل أي تاني؟

مجدي: لما فاق كان مربوط و كان بيبص بخوف لكن مفرقش معانا قطع أطرافه الأول و هو عايش علشان نسمتع بصوت صرخاته الجميلة و في الآخر خلع قلبه من مكانه و أكله كان طعمة لذيذ جدًا.

دكتور(محمد): طب و بعدين عمل ايه؟

مجدي: قطع جثته حتت و حطيناها في التلاجة.

دكتور(محمد): طب و بعدين انكشف أمرك إزاي؟

مجدي: كلة بسبب التربي الغبي إللي شافتي و أنا رايح أرمي عظام يوسف في القبر المهجور إللي في المقابر و بلغ البوليس و بعدها بساعات لقيت الشرطة بتمسكني و بتجيبني هنا بعد ما حققوا معانا.

دكتور(محمد): و بيضحك عليك و بيتريق إزاي ما أنتوا و هو مع بعض في جسم واحد؟

مجدي: لا ما أوقات بيطلع قدامي و بيكلمني و بيخرج من الباب و هو مقفول و بيعدي من الحيطة بس مش أنا إللي قتلتهم دا هو.

ليصمت دكتور(محمد) و يكتب في دفتره إنفصام حاد و هلاوس و تهيؤات بصرية.

و ينده دكتور (محمد) على محمود المريض رقم ١٥٧: يا محمود مش ناوي تتكلم؟

محمود: الباب هيخبط هيندهولك.

ليصمت كل شيء و ينظر دكتور(محمد) إلى محمود بعد أن سمع صوت خبط على الباب.

يتبع........

MOHAMMAD AMMAR

أنا كاتب ومؤلف، وروائي ومترجم، كتبت عدة روايات ومئات القصص القصيرة، والعديد من المقالات بلغات مختلفة وقديمة. "أعمل في مجال Translation and programming "أتحدث عدة لغات مختلفة. أترجم العديد من اللغات القديمة ، والنصوص الأثرية والمخطوطات التاريخية. "اعمل في مجال تصميم الجرافيكس، البرمجة، والترجمه، والكتابة، والتدقيق اللغوي، والتصحيح الإملائي. "لقد قرأت أكثر من 3298 كتاب ورواية، حتي الآن. عملت في مجال Cyber security، وتصميم تطبيقات الأندرويد، والكمبيوتر.

1 تعليقات

أحدث أقدم