"سأتوب غدًا"
مازن: بتفكر في ايه؟!
زفر صديقه بضيق: بفكر في حياتنا، عاجبك اللي احنا فيه ده؟ تفتكر اللي بنعمله صح؟!
مازن: اه صح جدًا، احنا بنعمل ايه غلط !
حمزة بسخرية: بنعمل ايه غلط؟ لا احنا بنشرب، وبنكلم بنات، وبنسهر للفجر، وبنبعد عن ربنا، ده مش غلط ؟!
مازن بسخرية: احنا بنعيش حياتنا، وبنعمل كل اللي بنتمناه، وبنعيش حياتنا من غير قيود، بكره نصلي، بس لازم نتمتع بحياتنا، مش كل حاجة حلال وحرام.
حمزة بدأ يقتنع بكلامه؛ لإنه كان متعلق في النص مابين دينه، والتفكير في اللي بيعمله، وبين التمتع بحياته دون قيود.
حمزة بتردد: أنا مش مرتاح.
مازن بزهق: دي حياتنا، هتعيشها بقيود، وكل أما تعمل حاجة تفكر حلال ولا حرام، ولا هتعيشها من غير قيود، وتعمل كل اللي تتمناه، ولسه فيه وقت طويل نتوب ونصلي فيه؛ هنصلي بعدين بس نعيش حياتنا ونتمتع بيها.
حمزة بإقتناع: اه.
مازن: متفكرش كتير، كل الشباب كده؛ ثم أردف بتساؤل: هنسهر فين؟
حمزة بتعب: لا مش هقدر أسهر، سلام.
عاد حمزة إلى منزله، وهو يحاول إقناع نفسه بكلام صديقه، وأنه على حق؛ ثم دلف إلى غرفته، تبعته شقيقته الكبرى التي عادت منذ قليل من جامعتها، اقتربت منه بعصبية قائلة: أنتَ مش هتتغير، ال...
حمزة بزهق، ومقاطعة: محاضرة كل يوم، أنتَ مش هتتغير، هتفضل تكلم بنات، أفتكر عندك أخت ممكن يحصلها حاجة، ده اللي كنتِ هتقوليه، جهزي الأكل، ومتفكريش فيا.
حاولت رحمة تمالك نفسها، وتحدثت بهدوء رغم العصبية التي بداخلها: حمزة، أنا بنصحك علشان أنا أختك، وعلشان متحاسبش عليك، وأنا شايفاك بتعمل الغلط، ومش بنصحك.
حمزة: رحمة أنتِ مش عايشة معانا ؟ كل الشباب بيكلمو بنات، وبيسهرو للفجر، وبيشربو، مش أنا بس اللي بعمل كده.
رحمة بعصبية: مش علشان الحرام منتشر هنقلده، ومش أي حد يعمل حاجة نقلده، أنتَ بتنام إزاي وضميرك مرتاح، مبتفكرش في البنات اللي بتكلمهم، وواعدهم إنك بتحبهم وهتتقدملهم، بس أنتَ قلت حاجة واحدة صح، مش أنتَ بس اللي غلطان، كل البنات اللي بتكلمهم غلطانين، أنتَ إزاي عايش كده ؟! أنا خايفة عليك من عذاب ربنا.
حمزة: أنا مرتاح كدا، خلصتي كلامك؟! أبعدي عني بقا، وتركها وأمسك هاتفه؛ ليتحدث مع أصدقائه.
خرجت رحمة من الغرفة بعصبية، ودلفت لغرفتها، توضأت، واستعدت لصلاة المغرب، وأخذت تدعو لأخوها بالهدايا، والتوفيق، ويبعد عنه أصحاب السوء.
عند حمزة
أمسك هاتفه، واتصل بصديقه، وبعد وقت أتاه الرد.
حمزة: هتسهر فين؟
مازن بضحك: غيرت رأيك وهتسهر معانا.
حمزة بضيق: آه، هتسهر فين؟
مازن: أنا في البار، هستناك.
حمزة قفل التليفون، وبتدل ملابسه، وأخذ هاتفه، وخرج من غرفته، كانت رحمة في غرفتها.
حمزة: هخرج من غير محاضرات، وخرج من المنزل، واتجه إلى البار، وكان بيدور على مازن، كان بيرقص مع بنت، ذهب إليه.
حمزة: مازن
مازن بفرح، وحضنه: كنت عارف مش هتقدر متسهرش؛ ثم أردف بتساؤل وهو يعطيه كأس: تشرب ويسكي؟
خدته من أيديه بتوتر، وشربته، وقربت من بنت، وبدئت أرقص معاها، وأهرب من الواقع، ومفكرش في حلال أو حرام، أنا عارف إن الطريق اللي ماشي فيه ده ايه آخرته، بس مش عارف أتحكم في نفسي، وبحاول أقنع نفسي اللي بعمله صح، وكل أما أبعد أرجع تاني، وأبعد عن ربنا أكتر.
بعد عدة ساعات
خرجت من البار أنا، ومازن، وركبنا سيارته.
ورجعت البيت، فتحت الباب، كانت رحمة في غرفتها، دلفت لغرفتي ونمت.
في الصباح
استيقظ حمزة وهو يمسك رأسه بوجع، اعتدل في نومه، وجلس على التخت وهو يفكر في حياته؛ ثم دلف إلى الحمام، وبعد دقائق خرج من الحمام، وبتدل ملابسه، وخرج من غرفته.
دلف لغرفة رحمة، وطرق الباب، سمحت له بالدخول، وكانت تقرأ القرآن؛ فاقترب منها، وجلس بجانبها.
حمزة باستغراب: مالك؟
رحمه بابتسامة وهي تغلق المصحف: الحمد لله.
حمزة: منصحتنيش إني أبعد عن صحابي، ولا صحتيني؟!
رحمه بابتسامة: أنا نصحتك كتير، وأنتَ مش بتسمع نصيحتي، وأنتَ اللي هتتحاسب لوحدك، أنا مش هتحاسب معاك، أنا هسألك سؤال بس عاوزه أخويا اللي يجاوبني عليه، أنتَ عاجبك حياتك؟!
حمزة بضيق: لا بس مش عارف أرجع، مش عارف أقرب من ربنا تاني.
رحمة: حاول تقرب من ربنا تاني، أبعد عن صحابك، الصاحب ساحب، أنتَ فشلت في اختيار صحابك، دي النتيجة، أنت مش عارف هتموت أمتى، انتَ لو مت دلوقتي هتقابل ربنا إزاي ؟ أو هتقابله بإيه؟!أنتَ حياتك كلها ذنوب.
حمزة: مش عارف أبدأ.
رحمة: الظهر أذن، اتوضأ وصلي في المسجد.
حمزة: أصلي؟! أنا مصلتش من وقت طويل.
رحمة: أبدأ صلاة من دلوقتي، قوم يلا.
حمزة بابتسامة:حاضر.
ذهبت لغرفتي واتوضيت، ونزلت أصلي الظهر في المسجد، كنت أول مرة أحس الإحساس ده من وقت طويل، قعدت أعيط وأنا بصلي لحد ماخلصت صلاة، وخرجت من المسجد، وقابلت مازن
مازن باستغراب: أنتَ كنت في المسجد ؟!
حمزة: آه
مازن بضحك وسخرية: أنتَ هتوب ولا ايه؟
حمزة: أنا مش هسهر تاني، مازن احنا لازم نتغير ونرجع لربنا.
مازن: أنتَ ايه اللي بتقوله ده، احنا لسه فيه وقت نتوب فيه، ده وقت نعيش حياتنا.
حمزة: وأنتَ ضامن إنك هتعيش علشان تقول كده؟ أنا غلطت اني سمعت كلامك.
مازن بزهق: أنتَ عملت كل ده بمزاجك، وسابه ومشى يعدي الطريق.
وفجأة سمع صوت خبطت عربية، والناس كلها اتجمعت؛ لفيت رأسي علشان أشوف، وأنا بدعي أنه مش مازن، دموعي نزلت وأنا شايفه على الأرض، غارق بد"مائه، ويلفظ آخر أنفاسه، اقتربت منه ونزلت لمستواه: مازن، رد عليا.
مازن بوجع وهو يلفظ أخر أنفاسه: أرجع لربنا، وادعيلي، متكنش شبهي
أقترب منه رجل عجوز، وقال لهُ: قول يابني، أشهد أن لا إله إلا الله، حاول مازن يتكلم بس مش قادر يقلها، وأغمض عينيه وهو يحاول نطق الشهادة.
دفنا مازن، وأنا كنت بعيط، وخايف، وندمان، ذهبت إلى منزلي، ودلفت إلى غرفة رحمة.
رحمة حضنتني، وهي بتحاول تخفف عني.
حمزة بِبُكاء:، أنا خايف أموت شبهُ، وأنا معملتش حاجة غير ذنوب، كان بيحاول ينطق الشهادة بس معرفش، ممكن نهايتي تكون كده.
رحمة مسحت دموعه: أهدى، وحاول تقرب من ربنا، أنا هساعدك بس لو هترجع لربنا بجد.
حمزة: هرجع إزاي؟!
رحمة: أول حاجة تقطع علاقتك بصحابك، ومتسهرش تاني، وتمسح أرقام كل البنات اللي عندك، وتلتزم في صلاتك، وترجع لربنا تاني، وهتصلي معايا قيام الليل كل يوم، وهتحفظ قرآن، وهسمعهولك، موافق.
حمزة بابتسامة: آه.
قررت لازم أتوب، وأرجع أصلي بانتظام، وأخلي ربنا يسامحني قبل فوات الأوان، لازم يبقى عندي إيمان في ربنا، وعزيمة لازم، أرجع تاني.
بدأت التزم في صلاتي، كان التزامي صعب بس رحمة كانت معايا، وكانت بتساعدني في التغلب على اليأس، وإني مش هقدر أتوب، وبدأت أرتاح في حياتي، وأقتنع إن دي الراحة الحقيقية بالقرب من ربنا، والإلتزام في الصلاة.
تمت.
الكاتبة : هبه الله