قيود أسرتموني بها

 «قيود أسرتموني بها»



لا تجعل حياتك ومستقبلك مرهون بمعتقدات، قد تدمره وتدمر حياتك ككل، ليس عليك إرضاء الجميع ولا تحقيق أحلامهم، أعمل على راحتك أنتَ، ولا تكترث لآراء من حولك إن كان فيها شقائك، لا تتعجل أمورك الحياتية، ولا تتخذ قررات تعيش مآسي جراء حدوثها تؤدي بالإضرار بصحتك النفسية، تمضي بعدها في عناء أزمة عدم الثقة بالآخرين، تجلب لك متاعب.

رواء: ماذا بكِ صديقتي؟

عنان: شعوري بالتعب يزداد، لم أعد أحتمل تلك الحياة التعيسة مع زوج لا يكترث لأي شيء إلا لنفسه.

رواء: تحدثي إليه. 

عنان: مللت من الشكوى لإنسان مات قلبه من زمن.

رواء: وما نهاية ما أنت فيه؟

عنان: أن أنتهي أنا قالتها بحزن شديد

رواء: حاولي مرة أخرى أن تتودي إليه؛ لعل أمرًا سعيدًا يحدث.

عنان: نعم سأفعل ذلك.

وبعد إن عاد زوجها من عمله، كانت تتأهب للإستعداد لمقابلته؛ فكانت تخلع معطفه، وتتحدث إليه، هناك طعام شهي ولذيذ أعددته لك، هل أقوم بإعداد المائدة الآن؟

رد عليها في جفاء، ودون أن ينظر إليها، نعم، ولكن في عجالة ليس لدي وقت كافٍ، وضعي كمية بسيطة؛ لأني مدعو لعشاء عمل مع أحد العملاء الأجانب وزوجاتهم، وأردفت لابد أن أذهب معك لأكتمال الشكل الإجتماعي إذن؟

وأجابها بطريقة متعجرفة: لا؛ فمظهرك لا يليق بالحضور هناك، والمكان يتتطلب طبقة راقية من الناس أنت لست منها.

وكأنه أصابها بسهم سام في قلبها، ترقرقت في أعينها الدموع، وبغضب ردت: ولماذا تزوجتني إذن؟

لتهينني كل يوم، لا تذهب إلى مكان، فقد مللت سوء معاملتك لي، ولم أعد أحتمل، أريد الإنفصال وبهدوء.

أجابها: أنا الذي مللت العيش معك، لم أتلقى منك أي فائدة، ولكن تنازلي عن كل حقوقك المادية، يكفي ما أنفقته عليك في هذه السنوات الماضية.

وتنازلت عنان عن كل مستحقاتها، وطلب منها أن تترك مسكن الزوجية وتعود إلى بيت أبيها، وهاتفه تليفونيًا وأردف ابنتك طلبت الطلاق، وستعود إليك الآن، وقد تنازلت عن حقوقها.

وعادت بحقيبة ملابسها وبعض هداياه، ولكنها عادت بخيبة أمل، ونفسية محطمة؛ فلقد رأت منذ البداية أنها غير قادرة على التفاهم معه، ولكن والداها جعلوها ترضى غصبًا، وتكمل في هذه الزيجة لسنوات أضاعتها من عمرها، ورغم معاناتها وعدم تفاهمها مع هذا الشخص إلا أن والداها وأقاربها كانوا يرفضون فكرة طلاقها؛ حتى لا تلقى ممن حولها اللوم، وعلى الرغم من أنه كان دائم إهانتها، وضربها، وسبها بأهلها لاعتبار أنه اشتراها بأمواله.

لكنها هذه المرة أستطاعت فك تلك القيود التي فرضها المجتمع، والتقاليد والأعراف الإجتماعية، التي لا تضع اعتبارًا لنفسية الزوجة ومعاناتها.

بالقلم :أسماءصلاح 

إرسال تعليق

أحدث أقدم