"تتعد اللقاءات، ولكن لقاء الأحبة غير أي لقاء ".
نظرتُ إلى السماءِ رأيتُها مُنطفأةً ،فتذكرتُ حينَ كُنتَ بِجانبِي، كُنتَ نَجمًة تنيرُ سمائي المُظلمة، كُنتَ نورًا يُنيرُ حياتي المُعتِمة، وتذكرتُ أولَ لقاءٍ بيننَا حينها كُنتُ جميلةً، مرِحةً، سعيدةً، كان الحُزنُ لا أعرفُ معناهُ بجانبكَ، بعكسِ حياتي بعدكَ؛ كانت وبيلة ويملاها النصب، فعندما أقرر ان أفل وأبعد أراء نظرتك الحزينة يُحوطها الأبلق، ولكن أراء نجوم السماء تملا عينك، فما أجمل هذا اللقاء، إني انتظرتُكِ كثيرًا، كم كنت مشتاق لليوم الذي سنجتمع فيه سويًا، وتكونين لي وأكون لكِ، فيا حبيبة الروحِ ويا روحُ الأماني التي تروي بساتين قلبي، فلن تتحسن دنياي إلا بوجودكِ، فأنتِ نسيم الحياة وملكة بساتين الورود، فإنيِ انتظرتٌ هذا اليوم كثيرًا وانتظرت لقاؤنا بعد أعوام من الانتظار، فأصبح هذا اللقاء لحظه تُرسم أحداثها في لوحة العمر، لحظة تزدادُ بها نبضات قلوبنا، فنحن من كتبنا على غلاف كتابنا كلمات العشق، فنحن من انتظرنا لحظة لقاؤنا، فما أجمل عندما نجتمع أنا وأنتِ على مائدة واحدة، ونحكي ما يدور بداخلنا من أحداث، وأرى ضحكَتنا يتصاعد صوتها إلى السماء، فما أجمل من أن نلتقي ببعضنا، ونتبادل أطيب الكلمات، ونتبادل النظارات والهمسات، ما أحلى تلك المشاعر التي زرعت بداخلنا، ما أرقى تلك الأحاسيس، وما أصدق تلك القلوب، كم اشتقت لأرى عيونك الجميلة، وأشم رائحة عطرك الساحرة، حبيبتي ها أنا أقف بين يديكِ، وها هو قلبي يُناديكِ، أرى مشاعرنا تتدفق من قلوبنا، فما أجمل لقائنا فهو يبث الفرح ويطرد الحزن، وكم كنتُ أتمنى أن يحفر اسمك على جدران قلبي، فخشيتُ أن تزعجك دقات قلبي وهي تناديكِ، فقد أصبح حبنا يسيرٌ بجسدنا ويلامس ويعانق كل ما يجده في طريقه وكل تلك الذكريات المؤلمة ويجعل الحياة تنبض بداخلنا، فأنتِ تسكني شلالات شرايني، وقطرات دمي التي تسير في عروق جسدي، فما أجمل هذا اللقاء.
بقلم الكاتب: أحمد إمام"فارس بلا قلب".