سئمتُ المراء الطويل معه، سئمتُ أفوله عني وقت النصَب، وسأمتُ تدفق ريبه الإدماني، ماذا تُراني أفعل يا صديقي؟
أسرد لي أيها القمر حكمًا كنت شاهدًا عليها، تُرى هل باحتْ لك تلك النجوم بثنايا تلك القصص؟ أوجدتَ حكمةً تُسكن خفق حيرتي؟
أأعود إليه بعد عنائي، بعد أن جعلني غريمته في وقت ما، اقتحم حياتي فجعلها خضةً نضرة ثم ما لبث كثيرًا وجعلها مقفرة بالية يغمرها قتَام حربٍ أدمتْ خافقي، أم أنئىٰ عن كل تلك النواصب والكدر؛ لعلني أحيا حياةً مرفهة بدون تدخل البشر؟
أُهرول إليك عزيزي الليل، ببدرك وهلالك، بوميض نجمك و ظلامك الدامس، أُهرول إليك كطفلٍ يجد من حضن أُمه ملاذ، أُهرول إليك كشابةٍ تجد من حضن أبيها الأمان، أبُث إليك هواني وشجوني كل ليلة، لعل بوحي يضع مما أثقل كاهلي، ولكن هيهات، بل كل مرّة أُنيبُ إليك بقصةٍ جديدة تجرُّ خلفها جرحًا جديدًا، هرعتُ إليك العديد من المرات، ولكن ما من فائدة، سأُناجي الليلة من ينادي "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له" هو من سيعلم خلجاتي قبل أن يفيض بها لساني، هو من بيده إسعادي، وهو من بيده كل أقداري.
بقلم: جهاد هاني" غريق الحبر"