خاطرة بعنوان: رحلة الحب مع من نحب

 "في الأيام الماضية كنت أذهب إلى الكثير من الرحلات، ولكن ماذا عن رحلة حب مع عاشق ولهان؟".

ولما أشاعوا بأن مشاعر الحب كلها زائفة وليست إلا حروفًا كاذبة خادعة، وكل وعد يطمس ويمحى مع مرور الزمن؟

سأروي لكم عما بدد الوصب في أيسري، مع التشبث بالصبر.

تركته لله حينما شعرت بأنني أكاد ألقى خسارتي بصلتي بخالقي، فقد كان لقائنا صدفةً، بدا وكأننا كنا في ظمأٍ له، فقد كان كل منا تائه في ذكريات ماضٍ أليم، ولم يتسنى لنا السعي، لكنها تدابير القدر، لم يكن كالشباب الأحمق الذين مسعاهم إثبات رجولتهم بكل ما يغضب الله، كان دمث الخُلق، يسعى لرضى الله، كنا نتشارك كل شيء العمل والأفكار وحتى الطعام، والضحكات، وبرغم من كونه بشوش ثغره لا تفارقه الابتسامة إلا أن الحزن يتسلل إلى عيناه، اللطف الخفي الذي شعرت به في جواره جعلنا شخص واحد لا نؤثر الابتعاد، ويروي كل منا للآخر كل ما ينغص عليه حياته، عانى والتحف الديجور دنياه بالرغم من تشبثه بأسرته، لكنه لم يلقى إلا إهمال زوجته، وكان شديد التعلق بأبنائه، أما عني فقد آثرني الحزن لما آل به حال الصديق والأخ، وكنت دائمة تحفيزه أن يصلح ما بينهما، تقربنا كأصدقاء في بداية الأمر، وكلما ابتعدت اقترب مني، ولكن فجأة تبدل حاله إلى الأسوأ، وتعددت أسباب غيابه حتى اختفى عن ناظري، وماذا عني؟

للمرة الأولى أحسست بالتيه وفراغ عالمي، ووحشة، غدت الحياة قاسية، قحط في أيسري ظل لسنوات، لم أعهد لنفسي أن تبنى بحطام الأخرى أو أن تسعد لتعاسة الآخرين، كان بإمكاني أسأل عنه، لكني تركته واستودعته خالقي وكان لنا لقاء سويًا في تضرعي ومناجاتي مع الله ودعائي له، ورجوت ربي أن يأتيني به، ونرحل إلى بيته ملبيين، ولتحضننا أروقة الكعبة الشريفة، وفي يوم بعد سنوات قلائل رأيت رؤيا ما أبهاها بعد قيام الليل وقبيل آذان الفجر، شعرت حينها أن جبر قلبي قد آن أوانه، وفي يوم من الأيام التقيت به، وكأنه تركني أمس استوقفني، وتحدث بكلمات وكأنه اقتحم ثنايا أيسري، ليروي لي ما أبغى من زمن، وانتقى لي زهورًا ما وجدت أجمل منها ليقدمها لي، وثغره يبتسم في هدوء ويقول: هل تقبلين أن أؤثرك على نساء الكون زوجًا وأنيسًا لي، تكونين لي ديسقًا لعالمي الصغير، ونرحل معًا في رحلة زواجنا إلى بيت الله الحرام ومسجد حبيبه؟

لم أتردد لحظة وقلت: وكيف لقلبي أن يشجب جوار من به القلب سكن، وكيف لي أن أجد أجمل من الكعبة المشرفة والمسجد النبوي رحلة زواجنا، بالفعل أقبلك ولا أقبل سواك، ونظرت إلى الكعبة وبجواري عزيزي باكيةً ولكن قريرة العين، حامدة لله استجابة دعواتي التي لطالما داعبت روحي.

بقلم/ أسماء_صلاح" قلب مزهر".

إرسال تعليق

أحدث أقدم