"التدخين دوامة تدني بصاحبها إلى الموت "
بعد سنوات من ظنها الخاطيء أنها تخفف من آلامها النفسية، أدركت بوقوعها ببراثن وحش كاسر سيودي بحياتها، اعتقدت في الماضي أن حل مشكلاتها يكمن في نفث السجائر، ولم تنتبه لمدى خطورة هذا عليها، تبدو هينة، لكنها كانت ترتاد كل أماكن التدخين بشراهة، سلبًا وإيجابًا حتى أصبحت مدخنة للشيشة، وحينما تزوجت وحملت ظل طبيبها يشير إلى أن جنينها مشوه حتى لم ترحم فلذة كبدها وكانت فاقدة للوعي والضمير، وبعد إنجابه ظلت لسنوات عديدة تحمل إثر عنادها على الرغم من تحذير كل من حولها، وأصيبت بالخبيث في الرئة، وكانت تموت في اليوم مرات ومرات من شدة السعال، والألم الذي لا يفارق جسدها، وحينما ترى طفلها معذب أجرت له العديد من العمليات الجراحية، وأنفقت لأجله الكثير من الأموال وهو غير قادر على الحركة كمثيله من أصدقائه كانت تبكي بكاءًا شديدًا، ولكن الأهم أنها ستفقد حياتها فلقد أتاها هذا الداء المهلك، أخذت قرارًا بأن تنزوي بعيدًا عن كل ما يدعوها للتدخين، أو مرافقة أحد من أصدقائها المدخنين، وقد تلاشى جمال بشرتها وشعرها، وادخرت كل الوقت لطفلها البائس، وعمل الخير، وندمت ورجعت تائبة إلى الله ليغفر لها سوء تصرفها، وتعهدت مساعدة كل الجهات المسئولة عن علاج اللعين، وغيرت أسلوب حياتها، وغذائها، واطلع الله على صدق توبتها، وغادرت المشفى فرحة حينما أخبرتها الطبيبة المختصة لحالتها أن المرض اختفى وكل فحوصاتها مطمئنة للغاية، وأنه وجد علاج لحالة طفلها، فبكت قريرة العين من كرم الله وإجابة دعواها.
بقلم: أسماء صلاح " قلب مزهر".