يوم جديد، والتوتر منتشر في الأرجاء، والقلق محاوط للجميع، وذات الأسئلة مازالت مُبهمه..
كانت تمارة في غرفتها عندما أتتها رسالةٌ ما على الهاتف، كان فحواها
(جاهزة ؟!)
تمارة بدون تردد، لكن بخوف شديد..
(جاهزة)
وجعلت تستعد حتى دخلت والدتها ليدور بينهما الحوار..
الوالدة..... رايحة فين يا تمارة؟
تمارة... هخرج يا ماما، دعواتك بس.
الوالدة... بدعيلك يا حببتي، بس انتي خارجة فين بردو؟
تمارة... رايحة مشوار مهم أووي يا ماما، متقلقيش.
والدة تمارة بكل خوف... ربنا معاكِ يا حببتي ويهديكِ، تقول بينها وبين ذاتها(هو أنا بقلق على حد غيرك أصلًا يابنتي)
عند نزول تمارة من المنزل، تشعر بشعور غريب..شعرت كأن الأشياء تكبر وتصغر أمامها، وكأن السلالم تطول ولا يبدو لها نهاية
تمارة وهي تستند على الدرابزين...اااااه يا راسي، مش ممكن دا وجع طبيعي...اه، مين انت! مراد؟!
مراد...مالك؟ في إيه؟ كنت نازل من العمارة اللي قدامكم وشفتك هتقعي!
تمارة.. إيه، العمارة اللي قدامنا؟!
بدى على مراد التوتر والتردد في صوته..
مراد... كنت عند واحد صحبي هنا، المهم مالك؟
تمارة..حاسة إني دايخة والمكان بيخنقني أوي وشكله مرعب ملوش آخر.
مراد..ممم هو أكيد مش هيسبنا يعني، ربنا يستر كدا كدا أنا كنت جاي اخدك عشان لو حصل أي حاجة، يالا بينا
وصلا لأحد المنازل القديمة..
وفور وصولهما.. ساد الظلام والضوضاء المكان أصوات برق، ورعد، ضوء خافت، أصوات مخيفة، يقطعها صوتًا يبدو مألوفًا لهم..
المارد... جيتولي تاني برجليكم، والمرة دي مش هرحمكم.
تمارة وهي تصرخ وتردد بصوت به رعشة... مراااد الحقني..
مراد... إحنا جينا، اسمعنا.
المارد .... أنتو جيتو آه، بس هتسمعوني أنا، وهتشوفوا اللي عمركم ما شفتوه، هوديكم العالم اللي أنا حاكم فيه.
صارت الأجواء تُشعِر باختناق، صوت باب يُفتح، ودخان ينتشر .
وسط هذا المشهد وجدوا أنفسهم فجأة داخل عالم غريب مخيف، مليء بالدماء والطلاسم وأشكال قبيحة، عالم موازي لعالمنا، لكن أكثر بشاعة؛ بألوان مخيفة عاتمة ورائحة قذرة، الشمس تبدوا على وشك المغيب تمامًا، أو أن العالم صُبغ باللون الأحمر!
تمارة وهي تراقب هذه المظاهر في دهشة ورعب تصرخ... مرااااد، ومراد يسحبه شيء ما ...
مراد.... أهدي، أهدي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، «ما جئتم به السحر إن الله سيبطله»
«إن الله سيبطله »
وظل يكرر الآية إلى أن احترق هذا الجسد، وصرخ الباقون في فزع وهربوا..
مراد.. عايزين ياكلونا ولا إيه؟
تمارة.. ياكلونا؟! أنت بتهزر، والله مش وقته.
مراد.. دا إن جت على الأكل يبقى كويس.
تمارة...إيه؟!!
مراد.. دا دا اهون بكتير يابنتي من حجات تاني، دول جن فاهمة يعني إيه؟
وقبل أن تتكلم تمارة سمعوا صوتًا مخيفًا.
المارد... دي آخر مرة هقولكم مفيش رجوع.
مراد....مفيش رجوع
تمارة... لالا هنرجع
مراد... اسكتي أنتِ مفيش رجوع
صرخة مدوية زلزلت الأرجاء، صوت زجاج يتكسر، ظهور شيء يخالف التوقعات، ظهر كرسي ضخم بدأ يقترب منهم شيئًا فشيئًا ليُبدي ما عليه ، شخصًا بشريًا؟! ولكن يبدو أنه ليس ملك هذا العالم فقط، بل يبدو أنه ملك الجمال والفتنة أيضًا، ولكن عيونه حمراء كالجمر.
بدأ يتكلم بغلظة....هتفضلوا هنا، وأنت «وشاور على مراد» نهايتك على إيدي، هوريك إزاي تقرب منها وعامل فيها بتحميها مني وأنت السبب فوجودي، أنا هوريك، وأنتِ براضاكِ أو غصب عنك هتبقي ملكة عرشي، أنت ملكي وملكي لوحدي.
تمارة لنفسها...يخيبتي إيه الجمال ده، دا أكيد مش طبيعي، وبدأ صوتها يرتفع ليصير بالكاد مسموعًا لمراد.... برضايا عادي.
مراد بصدمة...أنتِ اتهبلتِ! ثم وجه كلامه للمارد.
...أنت فاكر أن أنت جايبنا غصب عنا؟ إحنا هنا بمزاجنا.
المارد...هوريك مزاجك ده هيوديك على فين.
قالها وفرقع أصابعه ليتحول المكان، وفجأة تصاب تمارة بالإغماء.
هل ياترى ما نهاية تمارة ومراد؟
وما الحقائق المخبئة لهم؟
وهل يوجد حقائق لم تظهر بعد؟!
قلم:نورا عنتر