"وحيد"
كنت في يوم قاعد على الرصيف قدام محل هدايا قديم وببكي تحت المطر علشان محدش ياخد باله، لحد ما في لحظه لقيت راجل عجوز بيحط إيده على كتفي وبيقولي مالك،
أنا: مفيش حاجه يا حج.
الراجل العجوز: اسمي مجدي قولي يا عم مجدي.
أنا: حاضر مفيش حاجه يا عم، مجدي قاعد شويه وهمشي لو مضايقك أقوم أمشي عادي.
عم مجدي: لا يا ابني خليك بس قولي مالك، إيه إللي خلاك مكسور وبتعيط كده.
أنا: الدنيا خدت مني كل حاجه كانت بتفرحني.
عم مجدي: أنت اسمك إيه يا ابني؟
أنا: اسمي وحيد.
عم مجدي: اسم جميل.
أنا: ربنا يحفظك أنت إللي راجل عسل.
عم مجدي: مقولتش بردو أي إللي مزعلك؟
أنا لسه هرد عم مجدي قاطعني: تعالى جوه علشان المطر شديد،
دخلت معاه المحل وقعدنا.
عم مجدي: هاه أحكيلي يا ابني مالك.
أنا: زي ما قولتلك هو فيه حاجه تفرح أصلًا.
عم مجدي: أيوه فيه كتير.
أنا: إيه إللي يفرح.
عم مجدي: وجودك وسط أهلك.
أنا وأنا بضحك بصوت واطي عم مجدي أتكلم
عم مجدي: أي إللي يضحك؟
أنا: أنا أهلي ماتوا في حادث سير العربية اتقلبت بيهم.
عم مجدي والصدمة على وشه: كلهم، كلهم!
أنا: أيوه كلهم.
عم مجدي: معندكش أخوات أو حد من عائلة والدك أو والدتك.
أنا: أنا معنديش أخوات؛ أنا كنت الابن الوحيد وأهلي كلهم اتبروا مني بعد وفاة أبويا وأمي.
عم مجدي و ملامح الحزن على عنيه: الله يرحمهم يا ابني متزعلش نفسك.
عم مجدي بعد ما لاحظ الدبلة في إيدي ولاحظت الأمل في عينه،
عم مجدي: أنت خاطب يا ابني؟
أنا: كنت خاطب.
عم مجدي: ليه يا ابني؟ حصل إيه؟
أنا: شافت حد أحسن مني.
عم مجدي: كُنت بتحبها يا ابني؟
أنا: أنا ضحيت بكل حاجة علشانها لكنها متستاهلش.
عم مجدي: كنت بتحبها.
أنا: لأ.
عم مجدي: يبقى خلاص متزعلش نفسك، يا ابني بكره ربنا يعوضك بالأحسن منها.
أنا: إن شاء الله أنا حاسس إني هفضل وحيد زي اسمي.
عم مجدي: إن شاء الله ربنا هيرزقك بالبنت إللي تقدرك وتحبك.
بعد شويه قال عم مجدي: يعني دا إللي مخليك تقعد في الشارع وتعيط كده!
أنا: لأ.
عم مجدي: أومال فيه إيه تاني يا ابني.
أنا: إن الدنيا كلها جت عليا مره واحدة.
عم مجدي: ليه حصل إيه؟
أنا: اترفدت من شغلي وحتى الشغل إللي كنت مقدم عليه اترفضت ومش عارف أعمل إيه.
عم مجدي: يا ابني متزعلش نفسك؛ بكره ربنا هيعوضك عن كل دا خير، افتكر يا ابني أنها ما ضاقت إلا لما فرجت وهتفرج بإذن اللَّه.
أنا: ونعم باللَّه يا عم مجدي.
عم مجدي: أنت سامع؟
أنا: سامع إيه؟ مش فاهم!
عم مجدي: أذان العشاء بلا نصليها جماعه.
أنا: يلا بينا.
عم مجدي وإحنا في الطريق للجامع: أدعي ربنا وربنا هيوفقك وهيجبر بخاطرك بإذن اللَّه.
أنا: حاضر يا عم مجدي.
وصلنا الجامع وصلينا، وإحنا خارجين لقيت تليفوني بيرن استأذنت عم مجدي هرد وأجي
رجعتله وأنا الضحكه من الودن للودن،
أنا وأنا بحضن عم مجدي: فُرجت يا عم مجدي لقيت شغل.
عم مجدي: ألف ألف مبروك يا ابني.
أنا: الله يبارك فيك يا وش السعد
وأحنا واقفين عدت بنت جميله جدًّا وجايه ناحيتنا، وقالت لعم مجدي: أنت أتأخرت ليه مش قولت هتيجي المغرب.
أنا باستغراب: مين دي يا عم مجدي.
عم مجدي: دي بنتي الكبيرة أمل.
أنا: شبهك أوي ربنا يحفظهالك.
امل: مش يلا يا بابا.
عم مجدي: أيوه يلا بس أعملي حساب وحيد معانا.
أمل: وحيد مين؟
عم مجدي: هو فيه غيره واقف معانا.
أمل: أيوه ماشي.
أنا: لا يا عم مجدي كل أنت بالهنا والشفا أنا هروح.
عم مجدي: بس يا ابني أنت لو مجتش معايا عليا الطلاق...
هوا لسه بيكمل الجملة قاطعته
أنا: ولا طلاق ولا حاجه جاي معاك حاضر.
روحت أنا وعم مجدي وأمل وكلنا وأتعرفت على زوجة عم مجدي وبنته الصغيرة وابنه الصغير آخر العنقود،
وبعدها شربنا الشاي أنا صدمت الكل،
أنا: أنا عاوز أتجوز أمل يا عم مجدي.
وسط ذهول واستغراب الكل والكل ساكت، وأنا بيني وبين نفسي بقول أنت قولت إيه يخربيتك لكن جمعت شجاعتي
أنا: مالك يا عم مجدي؟
عم مجدي: أنا موافق بس هنشوف رأي العروسة.
أمل دخلت جري مكسوفه وأختها وراها ومامتها معاهم،
وفجأة سمعنا أنا وعم مجدي صوت زغروطه،
عم مجدي وهو بيحضني: ألف مبروك يا ابني.
أنا: الله يبارك فيك يا عم مجدي.
عم مجدي: لا؛ أنا من دلوقتي تقولي يا عمي.
أنا: حاضر يا عمي.
وأتجوزت أنا وأمل وبقى عندي أسره وعيله وزوجه جميلة، وفي النهاية وحيد مبقاش وحيد.
بقلم الكاتب/محمد أشرف