الفصل السادس من رواية"لعنة مارد"

 أتذكر عندما اعترفت لك بضعفي؟

نسيت أن أُخبرك أنّ مدى ضعفي وقوتي يعتمد على مدى قوة إيمانك وتحصنك، فقدراتي بالنسبة لك قوية، ولكننا في عالمنا هذا طبيعي، أتعلم أن معظم الجن الذين يؤذون بعضكم هم تقريبًا أضعف الجن على الإطلاق؟



الفصل السادس


_تمارا بخوف ورعب: أنت تاني، أنا عارفه إنك في المكان، حاسة بوجودك. 


أغلق نافذة غرفتها بشدة، ركضت إلى الباب ولكن سبقها السرير مغلقًا له بسرعة، مع انعدام الضوء وصوت مرعب وسط الظلام على صوت متحدث:

قولتلك مش هسيبك، أنتِ بتاعتي.

_تمارا: سيبني في حالي، أنت رجعت ليه؟!

_المارد: عشان أخليكِ ملكة مملكتي، أنتِ ليا.


عادت الكهرباء، ووجدت تمارا يديها تنزف دمًا، صرخت؛ ولكن صوتها لم يكن مسموعًا!

فجأة صدح الصوت ثانيةً، هتنزلي معايا تحت.

كان الضوء يضيء ويطفئ، وكان يبدوا على جسدها وكأن النار اشتعلت به من الحرارة، وصوتها لا يكاد يخرج ليُسمع.


فجأة انشقت الأرض وظهرت سلالم وبابٌ كبير وقبل أن تنزل أول درجاته، سمعت صوتًا ما:

_أوعي تنزلي، قولي ورايا بسرعة

(أعوذ بكلمات الله التامات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له .... )وظلت تمارا تكرر وتكرر إلى أن هدأت وعاد الوضع لطبيعته.


_تمارا تبكي. 

_الصوت: اهدي أنا جنبك متخافيش.

وهي تبكي هناك ألف سؤال يجول بخاطرها.


قررت الذهاب للمقهى مرة تانية، قد ترتاح قليلًا،

وبالفعل ارتدت ملابسها وذهبت.

وهي جالسة تفكر وتترنح أفكارها يمينًا ويسارًا. 

مراد هذا وقصة موته؛ هناك شيء خاطئ بها! 

أمسكت تمارا بهاتفها واتصلت بشخص ما: السلام عليكم.

_الجهة الأخرى: وعليكم السلام، أخبارك يا ست البنات؟

_تمارا: بخير والله يا عم أحمد، أنت أخبارك؟

_عم أحمد: الحمدلله والله يا بنتي.

_تمارا: كنت عايزة أسأل حضرتك سؤال لو ممكن؟

_عم أحمد: اتفضلي يا ست البنات.

_تمارا بإحراج: الشقة اللي كانت في الدور السادس عندكم في العمارة؟

_عم أحمد: آه شقة الأستاذ رشدي، مالها؟

_تمارا: هم سكانها لسه فيها؟

_عم أحمد بتفكير: مممم هم آه لسا فيها، بس بقالي فترة مشفتش ابن الأستاذ رشدي.

_تمارا: ابنه؟

_عم أحمد: آه الباشمهندس مراد، بقاله فترة مشفتوش هنا.

_تمارا: ممم، طب محصلش عندهم أي خبر كدا،_تمارا: بمكر، مثلًا بنت عمو رشدي متجوزتش، أو محصلش أي حالة وفاة عند قرايبهم؟!

_عم أحمد: لا والله يابنتي، كل حاجة عادية، في حاجة ولا إيه؟

_تمارا: لا أبدًا، كنت عايزة أوصل لبنته طلب وكنت خايفة ميكونوش في الشقة، أو عندهم ظروف أو كدا يعني.

_عم أحمد: لا يا بنتي مفيش حاجة.

_تمارا: تمام يا عم أحمد، آسفة على إزعاجك.

_عم أحمد: لا يا بنتي، أنا تحت أمرك.

_أنهت تمارا المكالمة وذهبت مع أفكارها مجددًا.

_تمارا: طب يعني مفيش أي حاجة غريبة؟ ولا حالة وفاة، اختفى وخلاص، مممم، طيب ماشي يا مروان هشوف قصتك أنت كمان.


خرجت من المقهى وهي تنوي على شيء ما، وفجأة رن هاتفها

_تمارا بخضة: أيوة!

_رنيم: أيوة إية؟! أنتِ فين يا بنتي، وكل شوية اتصل يديني مشغول، مشغول، هو مين بيكلمك غيري أصلًا.

_تمارا: رنيم!

_رنيم: نعم! يعني كل دا وبتسألي مين؟ أنتِ مش مركزة.

_تمارا: آسفة والله نسيت أبص على الاسم أصلًا.

_رنيم: أنتِ فين كدا؟

_تمارا: في الشارع.

_رنيم: ناوية على إيه يا تمارا؟

_تمارا: مراد مامتش يا رنيم، وهثبتلك.

_رنيم: إيه؟!

_تمارا: هرن عليكِ بعدين، سلام.

وقفلت الخط.


_تمارا في زاوية ما من الشارع عند عمارة ما: لو سمحت.

_أفندم! أقدر أساعدك.

_تمارا: حضرتك أستاذ مروان رشدي.

_أيوة يا فندم، أقدر أساعد حضرتك!

_تمارا في نفسها، الحمد لله أنهم شبه بعض، ممم بعد إذن حضرتك هو أستاذ مراد فين؟ كنت عايزاة ضروري.

_مروان بتلعثم: م م م مراد!؟ أنا معرفش: وهو مين حضرتك؟

_تمارا: أنا واحدة زميلته.

_مروان! زميلته؟ أنتِ تمارا؟!

_تمارا: إيه دا، هو حضرتك تعرفني؟

_مروان: المهم، مراد مات، سألتي عليه متأخر، عن إذنك.

تمارا تقف في صدمة: أنا مبقتش فاهمة حاجة.

كانت تسير إلى غير هدى ودموعها تتساقط كندعات الندى عند الصباح، حتى رن هاتفها برسالة ما! 

(متعيطيش واهدي هتفهمي كل حاجة بس في وقتها، متتعبيش نفسك كتير كدا)


فضلت تبص حواليها كتير وتفكر، تلفونها رن والمرة دي مختلفة عن كل مرة، المرة دي هي سكتت، وصوت بنت غريبة اتكلمت. 

_لو عايزة تعرفي كل حاجة، تعالي بعد ساعة عند الشجرة الكبيرة اللي في الساحة، وقطع الاتصال. 

وبعد مرور ساعة من الخوف والقلق والتوتر، جالها طفل واداها كوباية ماية، ورسالة.

فتحت الرسالة وكان مكتوب فيها "متخافيش" 

الخوف زاد جواها، توتر، قلق إعصار من المشاعر المختلفة، وفجأة، جتلها بنت.

_آنسة تمارا، اتفضلي معايا.

_تمارا بهدوء وخوف: مين حضرتك؟ ونروح فين ؟؟

_البنت: لو عايزة تفهمي اللي مش فهماه تعالي.


سارت تمارا ورائها حتى دخلت إلى بيت مهجور، وهي لا تدري أي شيء، ولا حتى لماذا جاءت إلى هنا!  

صمت، وهدوء قاتل قطعه صوت، صوت مراد!

_مراد: متخافيش، أنا معاكِ.


صرخت وهي منهارة بالبكاء: أنا تعبت فهمني في إيه؟

أنت عايش ولا ميت؟ أنت بشر، ولا أنت كمان جن؟ أنت معايا ولا ضدي؟ أنت مين؟؟


فجأة!

يد على كتف تمارا، التفتت بسرعة، ونطقت بكل خوف ورعب ودهشة: مراد؟!

قلم: نورا عنتر.

إسلام إيهاب

أكتُب ما لا أبوح بِه؛ لطالما كان قَلمي خير جَليس. _ إسلام إيهاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم