حارس الأميرة هدى: قصة شجاعة وإرادة في وجه الصعاب

قصة "الأميرة"

كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك شاب اسمه محمد قوي وشجاع قد انضم إلى جيش الملك منذ فترةٍ ومن شجاعته وقوته عينه الملك حارسٌ لابنته الأميرة هدى، 

وفي يومٍ من الأيام الأميرة هدى ذهبت في جولةٍ إلى الغابة رغم تحذيرات أبيها بعدم الذهاب إلى هناك؛ لأن لديهم الكثير من الأعداء بالقرب من الغابة، لكنها كانت عنيدةً وذهبت هناك برفقة حارسها الشخصي محمد. 

في الطريق تحدث محمد وقال: هذا يكفي لقد توغلنا كثيرًا في الغابة وعلى ما أعتقد أننا قد وصلنا إلى نصفها.

هدى: هل أنتَ خائف؟

محمد: لماذا سأخاف؟

هدى: من أعداء أبي، هل أنتَ منهم؟

محمد أنا رجل لا أخاف شيء سوى اللَّه.

هدى: إذًا لماذا أنتَ قلق؟

محمد: قلق عليكِ يا أميرتي فأنا أخاف أن يمسك ضرَّرٌ.

هدى: أم تخاف من سخط أبي وأن يقتلك إذا أصابني مكروه.

محمد: أنا لا أخاف أحد من جيش والدك، ولا أخاف والدكِ حتى ولا أخاف الموت.

هدى: ألا تخاف أن أخبره بما قلته؟

محمد: قولت لكِ لا أخاف سوى اللَّه عز وجل.

هدى: إذًا ما المخيف في أن نتوغل في الغابة أكثر؟

محمد: لأنني أهتم لأمرك وأخاف من أن تتأذين.

هدى: توقفت بحصانها ماذا تقصد باهتمامك لأمري؟

محمد بتوتر: لا شيء هيا بنا لنعود.

هدى: لن أعود سأبقى هنا قليلًا.

محمد: هيا بنا يا أميرتي، لا يجب أن نبقى هنا كثيرًا.

هدى: قلت لك لن أعود.

وبقيا يتجادلان حتى أتى صوت من خلفهم ابنة الملك عبد الله بنفسها وحارسها الشجاع هنا إن هذا يوم سعدي.

أخرج محمد سيفه وقال: من أنت؟

رد عليه هذا الشخص: أنا الملك فهد.

محمد: ألست صغيرًا على أن تكون ملك تبدو طفلًا.

فهد في غضب: إذا أخرجت سيفي لن يكون هذا خيرٌ لكَ.

محمد: ألم تقل لكَ والدتك أن لا تلعب بالأشياء الحادة.

فهد: أتستهزأ بي؟

محمد بكل برود: نعم، هل سنتقاتل أم ستستمر في الثرثرة؟

فهد: بصوت عالي يا حراس اهجموا عليه.

محمد أخرج سيفه الآخر و بدأ يقاتلهم والأميرة خائفة، 

وظل محمد يحاربهم حتى اقترب فهد منه وطعنه في ظهره بالخنجر، لكن محمد كان قوي البنيان واستدار إليه وأعطاه ضربة قوية بالسيف وسقط بعدها فهد ومات، وقتل بعض الحراس وأصيب البعض الآخر وهرب بعضٌ منهم.

أقترب محمد من الأميرة هدى وقال لها: ألم أخبرك أننا يجب أن نذهب.

ذهب محمد مع الأميرة هدى إلى الملك عبد الله، الذي عندما رآهم قال لهم: أين كنتم؟ 

وعندما رأى جرح محمد قال بخوف: ماذا حدث وذهب باتجاه ابنته وقال: هل أنتِ بخير؟

محمد: هي بخير أما أنا فلا.

عبدالله: هل إصابتك خطيرة؟

محمد: لا لكنني أنا المصاب هنا هي بخير، ألن تأتي لتنظر على جرحي.

عبدالله: أتمزح معي في هذا الموقف المخيف؟ 

محمد: إذا لم أمزح فمن سيمزح إذًا؟ 

عبد الله يضحك ويطلب من الحراس أن يحضروا الطبيب لعلاج محمد، وطلب منه أن يقول له ماذا حدث لهما.

عندما انتهى محمد من كلامه قال له عبد الله: يا لك من شجاع أنا سأكافئك.

محمد: شكرًا لك.

عبد الله: لا تشكرني؛ أنا من يجب أن أشكرك على إنقاذ ابنتي ويجب أيضًا أن أعاقب شخصًا ما، وهو ينظر بطرف عينه إلى الأميرة هدى.

محمد: هل لي أن أطلب منك طلبًا صغيرًا يا سيدي.

عبد الله: تفضل لك ما تشاء.

محمد: أرجوك لا تعاقب الأميرة.

عبد الله: مع أنها تستحق العقاب، لكنني سأسامحها من أجلك فقط هذه المرة.

محمد: هل لي بطلبٍ آخر؟

عبد الله: ماذا تريد لك ما تشاء؟

محمد: أريد أن أتزوج الأميرة.

نظر الجميع في ذهولٍ وصدمة من طلب محمد.

عبد الله وهو مصدوم: ماذا؟

كرر محمد طلبه وقال: أريد أن أتزوج الأميرة.

عبد الله: أتعلم ما الذي تقوله؟

محمد: نعم أعلم وأريد أن أتزوجها؛ لأنني أحبها.

عبد الله: يمكنني أن أقتلك الآن لكنني لن أفعل هذا وستسجن هنا.

محمد: المهم أنني قريبٌ منها.

عبد الله: أيها الحراس امسكوا بهذا المجنون وضعوه في السجن.

محمد: لا أحد يلمسني سوف أذهب معكم.

هدى: لماذا فعلت هذا يا والدي؟

عبد الله: ما الذي كنت تنتظرين مني أن أفعله أتركه لينتشر هذا الكلام.

هدى: لا لكن أتركه يرحل.

عبد الله: هل تحبينه؟

هدى تمشي بغضب بعد هذا السؤال.

بعد ذلك اليوم أصبحت ترسل الأميرة مع خادمتها بعض الرسائل لمحمد وتخبره فيها أنها تحبه وهو يكتب ويرسل لها، ولم يكن يعلم أحد بهذا الأمر حتى رأى أحد الحراس الخادمة وهي تعطيه الرسالة.

الحارس: ماذا تفعلين هنا.

الخادمة: لا شيء فقط أنظر إليه.

الحارس: رأيته يأخذ منكِ شيء ما هو.

الخادمة: إنها مجرد ورقه.

الحارس: ومن أرسلها.

عندما لم تجبه الخادمة أخذها الحارس إلى الملك وقال له ما حدث؛ غضب الملك وحبس ابنته في غرفتها ومنع أي أحد من الدخول إليها سوى لإعطائها الطعام والشراب.

وبعد مرور بضعة أيام كان والد الملك عبد الله الإمبراطور ماجد.

عبد الله: أهلا بك يا والدي لقد اشتقت إليك كثيرًا.

ماجد: وأنا أيضًا إشتقت إليكً يا بني واشتقت لتلك الأميرة الصغيرة، أين هي فليس من عاداتها أن لا تستقبلني! 

قص عبد الله على والده ما حدث؛ فطلب والده منه أن يأتي بهذا الفتي.

عندما أحضره الحراس كان ينظر بكل ثقةٍ وهو رافعٌ رأسه.

ماجد: هل هذا هو الفتي.

عبد الله: نعم يا والدي، أريد أن أقتله لكنني لم أفعل إذا أردت أن نقتله الآن... 

ماجد: أريدك فقط أن تصمت.

ماجد: يتوجه إلى الفتى ويقول: له هل تحبها؟

محمد: هل تقصد الأميرة؟

ماجد: وهل تحب غيرها؟

محمد: نعم أحبها وأحبها كثيرًا.

ماجد: إذا ستقوم بنزال أقوى الجنود وإذا فزت؛ فهي لك وإن لم تفز؛ فستعدم هنا.

محمد: حسنًا متى ستكون المباراة؟

ماجد في تعجب من شجاعة وثقة محمد: غدًا.

محمد: وأنا جاهزٌ من الآن.

ماجد: حسنًا اذهب الآن تحضر للمعركة.

محمد: حسنًا.

عبد الله إلى والده: ماذا تفعل يا أبي؟

ماجد: انظر إذا كان يحبها سيفوز وإذا كان غرضه شيئًا آخر غير الحب سيموت.

في اليوم التالي ذهب محمد إلى الساحة الضخمة وتجمع أهل المدينة كلهم؛ ليشاهدوا المباراة وبعدما جلس الجميع، تكلم الملك عبد الله وقال: فلتبدأ المباراة.

فتحت الأبواب وخرج منها عشرة محاربين أقوياء لكن هذا لم يؤثر على محمد، وبدأت المباراة وقاتل محمد هؤلاء العشرة، وعلى الرغم من أنه أصيب بإصابات شديدة إلا أنه ظل يقاتل ويحارب، وبعدما انتهى منهم رفع سيفه إلى الأعلى وقال لقد فزت وسقط أرضًا مغشيًا عليه.

وعندما أفاق وجد الأميرة بجانبه ورأى أمامه الملك عبد الله والإمبراطور ماجد، وقال ماجد له: لقد فزت إذًا فهي لك.

محمد: هل يمكننا الزواج الآن؟

ماجد: نعم يا أولادي.

وتزوجت الأميرة هدى بهذا الحارس الشجاع محمد وعاشوا في سعادةٍ وسلام.

بقلم الكاتب/ محمد أشرف.

إرسال تعليق

أحدث أقدم