"ذكرى من الماضي"
في يوم من الأيام كان يوجد شب في العشرينات من عمره إسمه أحمد شب كأي شب في عمره كان يجلس في المقهى يحتسي بعض القهوة بعد يوم عمل متعب و يخرج علبة سجائره و يشعل واحدة تلو الأخرى حتى كادت العلبة أن تنتهي ثم يدخل في المشهد فتاة تعزف الكمان على الطاولة المقابلة له لم يعلم ما الذي جذبه إليها أكثر صوت الموسيقى أم جمال عيونها و وجهها البرئ ذهب إليها و استأذنها بالجلوس.
أحمد: هل يمكنني الجلوس هنا؟
هي: نعم تفضل.
أحمد: ما إسمك؟
هي: إسمي مريم.
أحمد: هل تأتين هنا كل يوم؟
مريم: نعم آتي كل يوم إلى هنا معادا يوم الجمعة فهذا يوم إجازتي.
أحمد: هل تعملين بالمقهى هنا؟
مريم و هي تضحك بسخرية: لا أنا لا أعمل بالمقهى هنا أنا أعمل بمركز التدريب هذا أعلم الناس العزف.
أحمد: هل يمكنني أن اتدرب معكم؟
مريم: أجل يمكنك بالطبع.
أحمد: هل سأراكي هناك كل يوم؟
مريم: لا.
أحمد: لماذا؟
مريم: لأن الجمعة يوم إجازتي.
أحمد: أوه حسنا لقد نسيت.
مريم: سأذهب أنا لأنني تأخرت كثيرًا.
أحمد: إلى أين؟
مريم: أين يعيش الناس يا......
أحمد: إسمي أحمد.
مريم: أين يعيش الناس يا أحمد؟
أحمد: بالبيوت.
مريم: إذا بالتأكيد أنا ذاهبه إلى بيتي.
أحمد و هو يشعر بالإحراج: أوه أعتذر.
مريم: حسنا معادنا غدًا الساعة السابعة.
أحمد: أين؟
مريم: مركز التدريب.
أحمد: حسنا.
مر اليوم و ذهب أحمد إلى منزله المظلم، المعتم، البارد لا يوجد به أحد غيرة و يفتح الحاسوب الخاص به ليرى صورة حبيبته السابقة التى توفت في حادث.
أحمد: كيف حدث هذا، كيف يمكن أن تشبهها هكذا، هل يمكن أن تكون سارة هي مريم أم أنني أتوهم.
ذهب أحمد إلى سريرة و ألقى بجسده عليه يحاول النوم لكن جسدة هنا و قلبه و عقله في مكان أخر و بقي يفكر حتى هزمه التعب و نام حتى استيقظ على صوت هذا المنبة المزعج أنها السادسة، يقوم أحمد من سريرة ليغسل وجهه و يتوضأ ويصلي الصبح و يتناول فطور سريع و يحتسي كوبًا من الشاي و ينزل بسرعة ليلحق بأول أتوبيس ليذهب إلى العمل و يصل إلى العمل و يطلب قهوته كالمعتاد و يبدأ بالعمل كأي إنسان آلي و عقله يقوم بعد الساعات لكي يذهب و يراها هل هي حقيقة فعلًا أم أنه كان يتوهم، و مرت الساعات حتى دقت الساعة السابعة مساءًا فذهب مسرعًا إلى مركز التدريب و رأها.
أحمد: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
مريم: و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته، لقد أتيت.
أحمد: بالموعد كما اتفقنا.
مريم: حسنًا، هل عزفت من قبل.
أحمد: لم أعزف من قبل لكنني أحب الموسيقى.
مريم: منذ متى و أنت تستمع إلى الموسيقى.
أحمد: منذ مساء أمس.
مريم بإستحياء: أحم أحم حسنًا ماذا تحب أن تتعلم؟
أحمد: البيانو فإن عندي بيانو في منزلي و لم أستعمله من قبل.
مريم: حسنًا هل أنت مستعد لنبدأ الدرس؟
أحمد: بالطبع مستعد.
و بقيت هي تعزف و أحمد لا يفعل أي شيء سوى أنه ينظر إليها و يتأمل وجهها و ينظر إليها و بقي على هذا الحل لمدة خمس شهور تعلم فيهم أحمد العزف و زاد الكلام بينه و بين مريم حتى أصبحو أصدقاء مقربين يحتسون القهوة يوميًا معًا حتى تجرأ أحمد ليدعوها لتناول العشاء معه.
أحمد: هل تقبلين دعوتي على الغداء في منزلي غدا الساعة الرابعة عصراً.
مريم: نعم أقبل.
و ذهب كل واحد إلى منزله و مر اليوم و استيقظ أحمد مبكراً مع أنه كان قد أخذ هذا اليوم إجازة فلقد ذهب إلى السوق و أحضر بعض الخضراوات والفاكهة و ذهب إلى محل البقالة و أحضر من عنده كل ما يحتاجه لغداء اليوم، و بقي أحمد في المطبخ من الصباح حتى العصر حتى رن هاتفه.
مريم: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أنا بالقرب من منزلك أين هو تحديدًا؟
أحمد: أنه منزل قديم بجانبة محل بقالة كبير.
مريم: وجدته لكن في أي دور تسكن.
أحمد: الثالث الشقة التي على اليمين.
مريم: حسنًا سلام.
صعدت مريم و أستغربت و توترت من كون المنزل لا يعيش به أحد غير أحمد لاحظ أحمد ذلك التوتر.
أحمد: لقد ماتو.
مريم: من هم؟
أحمد: عائلتي كلها ماتت.
مريم: منذ متى و أنت تعيش وحدك؟
أحمد: منذ خمس سنوات.
مريم: هل هذا هو البيانو الذي اخبرتني عنه؟
أحمد: أجل هو.
مريم: هل هذه رائحة شئ يحترق؟
أحمد: اللعنه خمس دقائق و سآتي.
مريم: هل هذه غرفتك التي بالأمام؟
أحمد: أجل.
دخلت مريم الغرفة و رأت صور عائلته معلقه و عندما ألقت نظرة على المكتب كان الحاسوب يعمل و كانت صورة سارة موجودة و جلست مريم تتفحص الصور و إذا بها تجد صور لها مع أحمد و هي لا تفهم أي شيء و دخل أحمد ليناديها بأن الغداء جاهز سألته عن تلك الصور.
مريم: ما هذا؟
أحمد: أنها حبيبتي السابقة سارة كانت خطيبتي و ماتت قبل أن نتزوج.
مريم: و كيف هذا؟
أحمد: لا أعلم كيف تشبينها و لا أفهم أي شيء كل ما أعلمه الأن هو أنني أحبكِ أنتي.
مريم: هل تحبني أم تحب أنني أشبهها؟
أحمد: الأمر ليس كذلك.
مريم: لا أريد أن أسمع كلمة آخرى أنا ذاهبه.
أحمد: أرجوكِ إسمعيني.
مريم: لا أريد أن أسمع أي كلمة أخرى.
و ذهبت مريم و جلس أحمد مع نفسه يفكر فيما حدث و يراسلها على الواتساب و و بعث لها تسجيل صوتي يخبرها فيه بكل شيء و بعد بضعة ساعات ردت عليه و أعتذرت منه.
مريم: أنا آسفة لم أكن أعلم ماذا أفعل.
أحمد: أنا متفهم لا داعي للإعتذار.
مريم: هل يمكنني أن أدعوك إلى تناول الغداء معي غدا؟
أحمد: بالطبع.
مريم: حسنًا غدًا الساعة الخامسة مناسب.
أحمد: أجل مناسب.
ذهب أحمد إلى بيت مريم و قابل هناك والدتها و والدها و جلس معهم و تناولو الغداء معًا و بعد مرور أسبوع ذهب أحمد إلى هناك بأفضل الثياب و يحمل في يد باقة من الورود و اليد الأخرى كعكة بالشوكولاتة كما تحبها مريم و دق على الباب لتفتح مريم الباب و هي ترتدي فستان جميل و يستقبله أبيها و يتكلمون.
أحمد: أنت بالتأكيد تعلم لماذا أنا هنا يا عمي.
والد مريم: بالطبع أعلم لكن أريد أن أخبرك يا بني أنك ستأخذ مني كل ما أملك فإنها الوحيدة فحافظ عليها.
أحمد: أعدك أنني ساحافظ عليها و ستكون في بيتِ ملكة.
والد مريم: حسنًا فلنقرأ الفاتحة.
قرأوا الفاتحة و تمت كل الأمور على خير و تمت الخطوبة والزواج على خير و فرح أحمد و مريم و حققو ما كانو يتمنوه و عاشو بسعادة و أمان.
بقلم الكاتب(محمد أشرف)
مؤسسة و جريدة كيان صدفة