الفصل التاسع
في حي تمارة يسود الحزن والقلق، وخاصة في منزل تمارة؛ حيث أنها مفقودة منذ ثلاثة أيام.
والد تمارة بقلق وحزن : يا حضرة الضابط هي قالت إنها خارجة بس.
الضابط: مقلتش فين!
والد تمارة....والله يا باشا ما ...
يقطع حديثهم صوت رنيم صديقة تمارة.....يا حضرة الضابط أنا رنيم صحبتها، بوجه أتهام لمراد ....
الضابط... مراد مين؟ وإيه علاقته بالقصة؟
رنيم... هقول لحضرتك يا فندم.........
وبعد عدة دقائق
الضابط... اطلبوا أمر بالقبض على المدعو مراد حالًا.
الأم بكل حزن وأسى على ابنتها المفقودة.... يارب أنا لسه أختها بتوجعني وملحقتش أفوق من صدمتها تيجي التانية تضيع مني، واحدة تختفي عايشة وواحدة تختفي ميتة...
نعود بالزمن إلى الوراء قليلًا..
تمارة.. ماما أنا مش عايزة أسيب بتنا ونروح مكان غريب.
الام:معلش يابنتي هناك أحسن، وكمان شغل والدك هناك ومينفعش يسبنا هنا.
إستبرق "وهي شقية تمارة الأصغر، تلك الطفلة التي لم يعد هناك من يعترف بوجودها إلا أسرتها، وكأنها كانت طيفًا "....ماما أنا خايفة من الخطوة دي.
الأم بضحك... وأنتِ بقا يا بنت ١٠ سنين تعرفي تخافي ولا تطمني لسه.
*وبعد مرور فترة على انتقالهم لمنزلهم الجديد والحالي، توفيت إستبرق في حادث مفزع، جزعت له المدينة بأكملها، وعندما زار أهلها قبرها بعد عدة أيام؛ وجدوا القبر قد تم نبشه، وأن جثة ابنتهم لم تعد موجودة، وظل سر اختفاء جثتها إلى الآن..
عودة إلى الوقت الحاضر، وتحديدًا عند مراد وتمارة....
تمارة ..إحنا فين كدا ؟
مراد..أكيد نزلنا الجزء المخفي من العالم بتاعه، كجزأ من العذاب .
تمارة...طب إحنا هنعمل إيه هنا؟ وإيه المكان ده أصلًا؟!
مراد...دا شبه كهف كدا، مش عارف! هنحاول نخرج.
وبدأ يضيء كشاف الهاتف الخاص به، ويبحث في كل الاتجاهات وبعد هذا أكمل حديثه .....ولا عايزانا نفضل ونكون زي المرحوم؟!
هنا بدأت تمارة ترتعش وتلتفت حولها...أنتَ أنتَ بتقول أيه؟! مين مرحوم؟
مراد وهو يشير إلى جهة ما....اهه شكله كان زينا كدا .
تمارة وهي تصرخ وتبكي...أكيد نهايتنا زيه، أنت ليه جبتني هنا ؟! إيه علاقتك أصلًا بيا أو بالجني ده؟!
مراد...ششش أهدي هفهمك كل حاجة أنا عارفها.
قاطعت كلامه..
تمارة..أنت كل شوية تقولي هفهمك وترمينا من حفرة لضحضيرة.
مراد...لا بجد هقولك، خلينا نمشي طيب، بصي علاقتي بيك وبالجني سببه إني حاولت أخليكي تحبيني غصب، أول حاجة قولت لمروان أخويا يتصل بيك وحصلت المكالمة اللي انتي فاكراها...
نعود للوراء لنعرف تفاصيل تلك المكالمة..
«مروان.. تعرف تهدا بقا عشان تعرف تفكر بعقلانية شوية؟؟
مراد.. يعني اقعد أتفرج عليها وهي بتضيع مني.
مروان.. مقولتش كدا بس هي متقدملها عريس والموضوع منتهي.
مراد بتفكير...ممم أنا هعرف أحل الموضوع ده، وأكمل بغضب... خد تليفوني ورن عليها قولها إني عملت حادثة في نفس المكان اللي سبتني فيه ومت.
مروان.. أنت أتجننت يامراد؟! أنا اخوك وواجب عليا أنصحك، مش هينفع كدا، هتحصل مشاكل.
مراد... مفيش نقاش موضوع منتهي، رنيت عليها خد.
ألو
تماره أيوه مين
مروان.. أنا مروان اخو مراد..
تماره .. قول لأخوك يبعد عني، كفاية كدا، وهعمله بلوك عشان يستريح..
يقطع كلامها مروان.... مراد إتوفى خلاص، حبيت أعرفك بس. وقطع الإتصال
مراد.. مكملتش ليه؟
مروان... مش عارف أكذب أكتر من كدا............»
تابع مراد حديثه...بعدها للأسف عملت أسوأ حاجة فحياتي تقريبًا، هندم عليها الي فاضل منها..روحت أدور على طرق في السحر والدجل لحد ما اتقلب عليا كل حاجة، "تنفس بعمق وزفر بأسف" معرفش بقى ليه بيحصلك انتي كدا، بس معتقدش أن ده سببه أنا بس، وأثناء كل ده بقى عرفت طرق التخاطر وحجات تاني، منها بدأت أعرف اللي بيحصلك وأحاول أساعدك، مع إني مش عارف أساعد نفسي أصلًا.
تمارة بذهول...اي ايه اللي انت بتقوله ده.
مراد...ده الواقع للأسف..تعرفي يا تمارة إيه أسباب تدخل الجن فحياة شخص بشري؟
تمارة....مش أوي.
مراد...هقولك أنا، من خلال قرآءتي وفضولي عرفت بلاوي، منها اللي هقولهولك ده، ده حاجة بسيطة متضرش، إنما اللي عملته واللي عرفته للأسف أستحق اللي بيحصلي..
أسباب سلطة الجن، وتدخله فأمور إنسان أساسها بعده عن ربه، وضعف إيمانه وده يتضح في القرآن في قوله« (إِنَّ عِبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوينَ) يعني اللي مع ربنا مش هيمسه حاجة منهم، إنما الّي كفروا بيه وآمنوا ومشيو ورا الشيطان وهو شهواتهم ولذاتهم بعيدًا عن الحلال والحرام؛ دول بقى أسهل ناس يقدر الشيطان يلعب بيهم زي ما هو عايز، زي ما حصلي كدا بالظبط، تعرفي أن دي تقريبًا سبب معقول ومعروف للغالب، إنما في حجات ممكن تفتكريها أتفه بكتير؛ لأن في ناس ممكن متخدش بالها منها ولكن هي خطيرة جدًا، تحبي تعرفيها؟؟
بقلم: نورا عنتر