المضطرب

"المضطرب"

 يبدأ المشهد في عيادة الدكتورة النفسية مريم أحمد و هي جالسه مع مريضها محمد أشرف كالمعتاد و تسأل دكتورة مريم أحمد السؤال المعتاد.

مريم: عامل ايه يا محمد؟

محمد: مش بخير يا دكتور.

مريم: ليه يا محمد مش كان فيه تحسن و كان فيه حاجات بتتضبط؟

محمد: كله بيدمر حواليا يا دكتور.

مريم: أتكلم خرج إللي جواك أنت جاي هنا علشان أسمعك و نحل مشاكلك.

محمد: فيه صراع جوايا حاسس إني عندي اضطرابات نفسية متلغبط كل حاجه بعملها لازم تبوظ هو لازم يبوظها.

مريم: مين هو؟

محمد: كل حاجه وحشه حصلت قبل كده بيستعمل كل حاجه علشان يدمرني بيرجع والدي العزيز لطرقة القديمة يتلاعب بيا.

مريم: أنت مصدق دا؟

محمد: من أعماق قلبي اه، لكن أنا عارف بردو أن دا كذبة، خداع بحاول أقنع نفسي بيه من قديم الأزل.

مريم: ليه مفكر أنك بتكذب على نفسك طول الوقت؟

محمد: لأن مواجهة الحقيقة أصعب بكتير.

مريم: و هي إيه الحقيقة؟

محمد: وشي التاني، حياتي التانيه، كل إللي حصل قبل كده كل دا غلطتي أنا، أنا السبب في كل دا أي رأيك في دا.

مريم: أنت مش شايف أن دا تقدم و تقدم كبير كمان الإعتراف بمشكلتك هو أول خطوة لحل المشاكل إللي عندك.

محمد: لا يا دكتورة دا مش تقدم لأن لو كنت بعمل كده لنفسي فالحقيقة هي.....

مريم: إيه هي الحقيقة؟

مريم: هي إيه قول.

مريم: يا محمد قولها الحمل دا مش هيتشال من عليك غير لما تتكلم و تواجه نفسك.

محمد: فيه وحش جوايا و أن من المستحيل تجاهل النبرة الخافتة إللي دائما في وداني تقولي أن أنا شرير، هي بتقتلني يا دكتور.....

محمد: و مش عارف أبطل أسأل نفسي أنا لي بكره نفسي للدرجه دي.

مريم: ليه كاره نفسك؟

محمد: بسبب الحاجات إللي عملتها كتير غلط كل إللي عذبتهم كل خططي الفاشلة كل حاجه بتحصل.

مريم: بس أنت كويس مش وحش يا محمد أنت بس محتاج تهدئ و تضبط حياتك.

محمد: أضبط إيه ولا إيه دراسيًا ضبطت بعد دراسة ثلاث سنوات ثانوية عامة و في الآخر صفصفت على مجموع زي الزفت و أهلي أنا مش عارف أرضيهم و كل يوم بسأل نفسي هما راضيين عني ولا لا و خايف أكون مزعلهم و أنا مش عارف أما عن أصحابي فا بقابلهم بالصدفة مبقتش عارف أتواصل مع حد مبقتش عارف أكلم حد بقيت خايف أكلمهم يكونو مشغولين ما كل واحد في كليته هيبقو فاضيين لواحد فاشل زيي إزاي و الأنيل بقيت منطوي أكتر من الأول.

مريم: بس أنت بتتكلم مع الكل عادي و إجتماعي و بتاخد و تدي في الكلام.

محمد: دا الظاهر إنما الباطن عكس كده تمامًا، دا حتى كل علاقتي بالجنس الآخر فاشلة مفيش علاقة حب ناجحة الله ينور عليا فاشل في كل حاجه.

محمد: ولا استني يا دكتور هضحكك أنا حتى جربت أبقى واد بايظ واد مقطع السمكة و ذيلها و فشلت في كده فشلت إني أبقى بايظ حتى.

يضحك محمد بصوت مرتفع و تنزل منه دمعه و يمسحها و ياخد نفس عميق بصعوبة و يخرجه كأنه بيكتم حاجه

مريم: أنت مبتعيطش ليه يا محمد؟

محمد: علشان أنا شخصيتي بقت كده مبعيطش طبعي بقا علموني كده من صغري الراجل مبيعيطش مع أن فيه رجالة بشنبات بتعيط قدامي كل واحد فيهم شنبه يقف عليه النسر زي ما بيقولو بس أنا لا.

مريم: لا ليه دا العياط هيريحك؟

محمد: مبقتش بقدر أعيط بقيت بكتم جوايا كل حاجه غضب حزن و مفيش فرح اصلا علشان اخبيه.

مريم: أنت تعبان و بتتعب نفسك أكتر يا محمد لازم تساعدني إني أعالجك دور جواك على شئ جميل ذكرى حلوه حاجة تحسسك تاني بالحياة.

محمد: دورت جوايا كتير ملقتش ليا يوم حلو أفرح بيه كانت فيه حاجه بتعكر صفو يومي دايما دايما فيه مشاكل.

مريم: محاولت تعمل ذكريات جديدة حلوه؟

محمد: حاولت لكن الموضوع صعب لأن كل ما أتعود ألاقي نفسي برجع لنقطة الصفر تاني.

مريم: ليه إيه إللي بيحصل؟

محمد: رسالة نهاية علاقة أصل أنت تستاهل أحسن مني بيمشو من غير تبرير لدرجة إني بقيت حاسس أن العيب فيا، صحابي بقو بيضايقو مني كتير، فا مبقتش عارف أفرح بأي علاقة مهما كانت أطرافها.

مريم: بس خلي عندك شويه أمل في إللي جاي أن شاء الله هيكون أحسن و أفضل بكتير.

محمد: مبقاش عندي أمل أنا عايش كده سايبها عليه هو أعلم مني لأني تعبت إني أخطط لأن مهما خططت هاخد المكتوب ليا بردو.

مريم: أنا مش عارفه أساعدك إزاي أنت حالة غريبة بس لينا جلسة تانيه أن شاء الله حدد معاد مع السكرتيرة بره.

محمد: تمام و شكرًا جدًا أنا عارف أنك بتحاولي بس أنا إللي مش عارف شكرًا على وقتك.

مريم: خلي بالك من نفسك يا محمد.

محمد: متقلقيش يا دكتور مش هنتحر رديت قبل ما تقوليها أهو.

مريم: تمام يا محمد، سلام.

محمد: سلام.



بقلم الكاتب:محمد أشرف

إرسال تعليق

أحدث أقدم