«وماذا عساي كنتُ أنتظر جرّاء ما اقترفته يداي؟!»
خاطرة بعنوان:«مهالك الذنوب»
وبعد أن سِرتُ في دروب الحياة هائمًا لا ألقي بالًا إلا لهواي وشهواتي، بعد أن استمتعتُ بشبابي إلى أن سأمتُ حياتي، فقد مللتُ حقًا من كل هذا؛ لهو، مرح، غناء، سهر، متعة، ورقص، وشرب و و و إلى أن تنتهي من ذكر جميع الموبقات، وفي لحظة صدام بالحياة، لحظة تفحصت بها ذاتي؛ فوجدتني بين الرماد، أقف على أطلال إنسان قد تداعى من فرط ظلمه لنفسه قبل ظلمه لربه، ما هذا الذي فعلته بنفسي؟ أهذا أنا؟
ولم لا، فهذه ثمار ما جنته يداي، ماذا كنت أتوقع عندما أرديت بنفسي إلى دوامة من الشهوات لا تنتهي، صفعتُ نفسي علّني أنفض بعض الغبار عن قلبي السقيم، لقد غلفّه "الران" تغليفًّا أعماه طوال سنوات طويلة، ألقيتُ بذاتي المهترئة في صفحات الماضي وراء ظهري، وبدأتُ أعيد هندمة كياني مرة ثانية؛ أُزيل عوالق سنوات من أصحاب سوء، ومن بقايا ذنوب؛لأأسسني باعترافي بوحدانية خالقي، بالصلاة والصيام، ثم أُقيم ذاتي بحسن الخلق، وبر الوالدين وتلاوة القرآن، وما أروعها من ساعات أقضيها في طاعة ربي، وتركي لما أريده أنا، في سبيل ما يرضيه هو، حقًا هذا هو أسمى معنى للحياة، فالحياة ساعة، لنجعلها طاعة، شعرت أخيرًا بأنفاسي، شهيقي وزفيري وهو بين يدي ربي قد يوقفه في اي لحظه، إنها أمانة وقد تسلب منا في غمضة عين، كم أنا سعيد أنني أعدتُ بناء كياني بعد هذا الخراب الذي حلّ به...
بقلم: جهاد هاني"غريق الحبر "