جالسةٌ أمام مكتبها، يتخلل غُرفتِها ضوءُ البدر المتسللِ من النافذة، ذلك الضوءُ الخافت؛
خاطرةبعنوان: الديسق
كفيل بإرهاقها، بإعادةِ تِلك الذكريات، وجعلها تمُرُ أمام عينيها؛ فتذرف الدموع ألمًا وندمًا، ألمًا على ما حدث، وندمًا لأنها كانت السبب في حدوثه، هي من وثِقتْ به منذُ البداية."لا تعطي ثقتَكِ لِمَن لا يستحِقُّها مرةً ثانية" هكذا همست تلك المسكينة من بين دموعها الجارية، وشفتيها ترتجفان؛ لا تعلم هل من البرد، أم من الخيبةِ والخذلان؟
تناولت قلمها الفضّي بيمناها، ثم دفتر الملاحظات الوردي الّذي تعشقه بيُسراها وكتبتْ بضع كلمات؛
كلماتٍ كانت كسهام حارقة مصوبةٍ تجاه قلبها المعذب لتكوي جراحه،
"أنا أعتذر لتدمير كيانِك، ولإهلاك جسدِك، و لإتلاف قلبِك، ولإذلالك.
إلى نفسي " سقطَ القلم من يدها معلنًا أسفه على مالكتِه، تركها فخارت قواها، وخذلتها دموعُها ثانيةً؛ قاطعها صوت ارتطام نتفات الثلج الباردة بنافذتها؛ فتهب واقفة، تقوم بفتح النافذة وهي متلهفةٌ لرؤيته، فترى الطريق خالٍ ، إلا من أكوام الثلج الّتي تُغطّي كلَّ شيء، سقطت آخر دمعاتها، مع آخر كلماتها "وَا أسفاه، كنتُ أتمناه"
إنها حكايات ليالي نوفمبر!
بالقلم : جهاد هاني "غريق الحبر"