تطلع إلى الأمام واحلم، احلم فالخيال بداية كل واقع يا صديقي.
وإذا حدَّثوكَ عن واقعٍ مرير، حدِّثهُم عن خيالٍ بديع، حدثهم عن آمال وصلت إلى عَنان السماء، حدِّثهُم عن دنو المُراد ولو بعد عناء، مالِ العقولِ اليوم وقد نأتْ عن أحلامٍ، وطموحاتٍ كانت تتطلّعُ لها في الماضي؟ هل لبُعدِ الأمد، أم لانطفاءِ الأمل؟ هؤلاءِ إذا حدثتَهُم عن أَحلامٍ، وأُمنياتٍ، وطُموحات، سيقولون لك تأكد من دفئك عند النوم، ألم يكن العُلماء والأُدباء الذين نسمع عنهم الآن، قد تطلعوا في زمنٍ ماضٍ إلى أحلامٍ قد بدت لهُم بعيدة المنال؟ لو كان اليأسُ عنوانًا عند بدأ عقباتِ الحياة، والسقوطِ عند أول دفعة من العاصفة؛ لما كُنتَ الآن تستمتع بالضوء في النهار أو في الليل وقتما تشاء وأينما تشاء، لو كان في قاموس الناجحين كلمة "فشل" لما نجحوا، تحلَّ بالعزيمةِ والصبر، عافر واعبر ممر الأمل والنجاح، قد تصل، وقد لا تصل؛ وحتى إذا لم تصل إلى نهاية الطريق فقد امتلكت شرف محاولة الوصل، وأخيرًا لا تتوقف تابع؛ واستمر، وإن لم تبدأ، فهيّا قُمِ الآن؛ فمن بدأ لم يتأخر، تمنَّ، واحلم، وطبق في الواقع؛ فنحنُ لنا في الخيالِ حياة...
بقلم:جهاد هاني«غريق الحبر»