خاطرة بعنوان:" أسيرة الطمع"

 لا أعلم إلى متى، وإلى أين سأظل أهرب من مواجهتك؟ 

لقد مرت عدة أشهر وأنا أتجنب ملاقاتكِ أو الحديث معكِ، ولكن يبدو أنه آن الأوان للمواجهة.



تنقّلت من عِدةِ أماكن إلى أُخرى، وأنا الآن أقف على شاطئ عروس البحر المتوسط، نعم إنها مدينة الإسكندية الّتي كنا نحلم أن نقضِي بها أجمل الأيام سويًا، ويالا الأسف؛ فها أنا الآن بها، ولكن ليس معكِ، بل هربًا منكِ! أقف أمام الشاطئ وأنظر في الأُفق، ولا أرى أمامي إلا صورتك، وذلك المشهد الصادم، المشهد الذي ظللت أهرب منه، وهو يلاحقُني طوال تلك المُدَّة، ظللت أهرب من السؤال اللذي أحتاج إجابته فعلًا، ولكن سأعترف الآن أمام سرابك، وأمام نفسي أولًا، نعم، أنتِ قُمتِ بخيانتي، ولكن من أجل ماذا؟ من أجل المال، قمتِ بخيانة وجودي، ولكن لم تخوني حبي، لم تستطيعي ولن تستطيعي، رأيتُ عيونك معلقة بعينيه، ولكن ليس بذات الشغف الذي كان بيننا، تمسكين بيديه وتطمئنيه، ولكن أنتِ غير مطمئنة، أنا أعرفك أكثر من نفسك، حفظتك كما أحفظ جميع رسائلك عن ظهر قلب، تريدين الحقيقة! أنتِ لم تحبيه، ولن تستطيعي أن تحبي غيري، كان بيننا حب صادق وحقيقي، وإذا أقنعتِ عقلك وخدعتيه بحبك لأي أحد؛ فأبدًا لن تستطيعي خداع قلبك، قلبك الذي يسير خلفي كالظل، سأتركك ولن أعود إليك ثانيةً، ولن أعلّق أي أمال على عودتك، بل إن عودتِ لن أرحمك أبدًا بعد أن علمتُ الحقيقة، الحقيقة بأن بعض الأشخاص لا ينظرون إلى ما في أيديهم، بل فقط ينظرون إلى مالا يستطيعون الحصول عليه، وأنت منهم! نعم أنتِ الآن حصلتِ على ما لم يكن معي، ولكن اعلمي أن ما كان معي لن تجديه أبدًا مهما بحثتي بين دروب الحياة، وكما فلعتِ ستجدي، لم تعلمي بكمّ المعاناة التي كنت أمر بها كي أُأَمِّن لكي مستقبلًا وحياة مريحة، ولكن يالا الأسف ثانيةً فقد أضعتُ الكثير من أجل من لا يستحق، تتسائلين من أين لي بتكاليف تلك السفريات؟

أنها تلك النقود التي ظللتُ أدخرها لنستمتع أنا وأنتي في حياتنا المستقبلية، ولكن يبدو أنها ليست من حقك ، أرى أمامي الشمس وهي تغادر خلف البحر الهادئ، غادرت وغادر معها حبي لكي، غادر معها كل شيء يتعلق بكِ، ليست خيانة، ولا نكران، بل أنا أسير حسب الحكمة القائلة "إذا تعالى عليك شيء، فأهنه بالتخلّي" لن أتمسك بشخص لا يريد وجودي، هكذا سوّل لي كبريائي وسأُطيعه، يكفي التفكير إلى هذا الحد، لقد شغلتي الكثير من وقتي في الماضي، ويكفي إلى هنا الحديث عنكِ، سأودعكِ إلى الأبد، سلامًا سلامًا يا.....، يا.... آسف لقد نسيت اسمك!..


بقلم:جهاد هاني« غريق الحبر»

إسلام إيهاب

أكتُب ما لا أبوح بِه؛ لطالما كان قَلمي خير جَليس. _ إسلام إيهاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم