رواية بعنوان: المجازف" الفصل الثاني"


على عكس كل مرة، 

فهذه المرة كان يبدو أكثر حكمة ورصانة.... 

علم أن الخوف لن يُجدى نفعًا فقرر أنه سيتحلى بالجمود حتى يرى نهاية ذلك الأمر. 

في ظلمات تلك الغابة المثيرة للإرتجاف، سار محمد على رَسْلِهِ 

كان يعلم بأنها ستظهر مجددًا، لكنه لم يكن خائفًا أو لنقل «تظاهر بعدم الخوف» 

نفس صوت الفحيح مرة أخرى! 

تمر أصابعها على ذراعيه مرة أخرى! اقشعر جسده وسارت فيه هيبة لا يدرى ماحدث؟ 

كانت رفيقة به تلك المرة 

لم تصرخ بأذنه، 

لم تشتت شمل قلبه، 

لم تُشعره بالذعر تلك المرة، 

من هنا أدرك أن الأمر كله هو المتحكم به، وأنه إن أبدى رعبًا فسوف تنقض عليه! 

(عزيزى القارئ هذا الأمر لا يتعلق بالفتاة فحسب 

فكل شئ في الحياة مايحتاج منك إلا بعض الجرأة والقلب الذي لا يلين حتى تتخطى 

شيئين إن تغلبت عليهما نجوت «خوفك، وشهوتك» ♡) 

لنعد لمحمد.... 

همست الفتاة في أذنه بهدوء هذه المرة لم يفهم محمد الكلمات كالعادة لكنه علم أنهن ثلاثة كلمات ولكن بأي لغة؟ بأي ترجمة؟ 

هو لايعرف قط 

رمقته الفتاة شبيهة الشبح بنظرة تشير بالكثير ومن ثَمّ غادرت! 

ود لو يقول لها انتظرى، ولكنه لم يستطع النطق، 

ليس تعبير مبالغة يا رفيقي ولكنه حقًا كان ممنوعا من النطق، 

بعض الاشياء ليست بإرادتنا أحيانًا. 

ولأول مرة لم يستيقظ محمد مباشرة بعد مغادرة الفتاة من جانبه! 

فقرر أن يسير قليلًا في الغابة الغامضة.

أطلق عليها اسم «غابة الفتاة» 

كان مذعورًا من أن يظهر أشباه الأشباح مرة أخرى.... 

شعر بشئ يهتز هنا وهناك ولكن هز خفيف كان طفيفًا بدرجة مبالغ فيها، كان يدعو في جوفه أن يستيقظ ولكن دون جدوى، 

حتى ظهرت الفتاة مرة أخرى ولكن ماهذا!! 

قال في نفسه هل هذا حقيقي! 

فيا ترى ماذا رأي محمد؟

لـ رفيدة رضا صقر

1 تعليقات

أحدث أقدم