في بساتين الزمان البيضاء، ينسج الشتاء حكايةً خاصة بألوانه الباردة وأصواتِ همس الرياح. تتساقَطُ زخات المطر كنِقاط أملٍ تروي قصةَ الأرض، والضباب يلفُّ الأفقَ كلوحة فنية تمزج بين الواقع والخيال.
في هذا الفصل الذي يبدو أنه ينامُ في حضن الصمت، تستيقظ الطبيعة لتروي قصة فصولها المختلفة. تنتشر أشجار الشتاء بفراشٍ من الثلج الأبيض النقي، كأنها فرشاة فنان ترسم لوحة ثلجية تأسر الأبصار.
تتراقص النجوم في سماء الشتاء كأضواء لامعة تنثر السحر في الليل الطويل. يتغلغَلُ البردُ في الأجواء ويلف الأرواح ببطء، وفي كل نسمة هواء يحمل معها نغمةً من الهدوء والتأمل.
وفي تلك اللحظات، يلجأ البشر إلى دفء المشاعر ليواجهوا برودة الطقس. تستحضر الذكريات أحاسيس الدفء، حيث يجتمع الأحباء حول المدفأة، يشاركون قصصهم وأحلامهم في جوٍ من الود والحنان.
تتساقط قطراتُ المطر كأمطار الحنين، تحمل معها ذكريات الماضي وأماني المستقبل. الشتاء ليس مجرد فصلٌ من السنة، بل هو حكايةٌ حية ترويها الطبيعة بلغة الألوان والأصوات والروائح.
وفي ذلك الصمت الذي يملأُ الهواء، يجدُ الإنسان فرصةً للتأمل والإنغماسِ في عمق ذاته. الشتاء يعلّمُنا أن هناك جمالاً في الهدوء، وأن البرودةُ الظاهرة قد تكون مجرد غلافٌ لدفء العواطفِ والروح.
إذا لنستقبل الشتاءَ بقلوبٍ مفتوحة، ولنتأمل في جماله الخاص. إنها فرصةٌ للتواصل مع الطبيعة ومع أنفسنا، حيث يمكننا العثور على الجمال في كل زاوية وزاوية من هذا الفصل الساحر.
ل/أسماء خالد