ليتني أعود إلي تلك اللحظة عندما كُنت لا أحمل همًا أو عندما كنت لا أحمل عبء من أعباء و مثاقل الحياة فوق ظهري، ولكني الأن جالس مُنكسرًا أشعر بأن العالم كُلِه يقف أمامي وضدي، و يجب علي أن أواجه كل هذا بمفردي، أحياناً يُراودني شعور بعدم الرغبة علي تكملة الطريق، هذا الطريق الهادئ و الصامت و المظلم الذي رُسم وحفر بعقلي و أصبح كالمتاهة لا نهاية لها، و لا أود معرفة أحد أو أن اضيع وقتي في التحدث مع أشخاص وجودهم ليس بي دائم معي؛ فأنا دائما وحدي أضمد ألمي واوجعي المتكررة بمفردي، أجلس بغرفتي المظلمة أتحدث مع نفسي في مساء كل ليلة عن حالي وعن وضعي السيء الذي أوصلتني خطواتي له، أجلس منعزل عن العالم بأجمعه أواسي نفسي و أحول أن اُنسيها متاعب الحياة وأنزع أشوكًا غُرزت بصميم قلبي، و أحمل هم العالم كله فوق ظهري ولا أجد من يحملهُ عني؛ فا ها أنا منكسر و منعزل و تائة في متاهات الدنيا، أقف وحدي في منتصف الطريق منكمش على نفسي أحتوي ما بداخلي.
بقلم الكاتب/أحمد إمام|فارس بلا قلب|