قد تؤدي الخلافات الأُسرية في كثير من الأوقات، وكذلك العُنف الأُسَري إلى انتهاء العلاقة بين الطرفين، والوصول إلى الطلاق، وهذا ليس شيئًا حرامًا مطلقًا، ولا شيئًا يخالف العرف، والتقاليد بل الله _سبحانه وتعالى _جعله حلالًا عند استحالة استمرار العلاقة بين الطرفين.
يروى عن النبي _صلى الله عليه وسلم _ أنه قال: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)، ولكن كان للمجتمع الشرقي رأيٌ آخر في ظلم المرأة المطلقة، في سن مُبَكِر، فكيف لهم أن يحكموا على تلك المرأة بالسجن المؤبد، بعدم زواجها من بِكْر رشيد مرة أخرى؟! واستعمالها وكأن مدة صلاحيتها قد انتهت، ويبدأ المجتمع بالنظر إليها نظرة مختلفة، فإذا مرت من مكان، كانت عِبرة لكل من فيه، ويبدأ الكلام، والنقاش عليها، أهذه المطلقه من فُلانٍ؟ وتبدأ الناس في بدء الإشاعات عليها، والتخاريف لماذا طلقها زوجها؟! ويبدأون في الإجابة على هذا السؤال بتخاريف أكثر من عقولهم، ففي هذا المجتمع دائمًا يُنْظَر الفكر السلبي على المرأة
ولكن كيف؟! والنبي _صلى الله عليه وسلم _ كانت جميع زوجاته مطلقات، وأرامل ما عدا السيدة عائشة البِكر الوحيدة وكذلك السيدة مريم، حين أنجبت سيدنا عيسى _عليه السلام _ وهي بِكر رشيد، وأصبح نبيًا وأرشد الأمة، فليس لنا الحكم على أشخاص، من غلافهم الخارجي؛ فرُبما قد تكون ذلك المطلقة أشرف بكثير، من البِكر الرشيدة.
فلا مانع في أن تتزوج امرأة مطلقة، أو أرملة لطالما بينكما مودة، وألفة، فرُبما تكن هذه المرأة، لم تتوفق في زواجها الأول، وربما ظُلِمَت، ولم يأخذها رجلًا صالحًا، ولم يحافظ عليها،
فما ذنبها إذا ما وُفِقَت؟!
لذلك تخاريف المجتمع الشرقي، بعدم زواج المطلقة مرة أخرى، فهي فكرة خاطئة تمامًا، ويكفي إلى هِنا ظلم للمرأة المطلقة، فمن نحن، لنُحاسب من حولنا على أخطاء ليس لهم دخل فيها؟
گ/هند أمين|زهرة الأقحوان|