خطى محمد خطواته للأمام نحو مصدر الصوت ولكنه وجد الفتاة قد تلاشت بمجرد قربه ولكن رنين صوتها بتلك الكلمات الثلاثة لم يفارق ذهنه كانت تتلاشي ببطء شديد وتحول غناؤها لنحيب وبكاء وهى تتلاشي
كان يعجب لما يحدث معاه فقرر السير خلف فتات الفتاة التى ظن انها سترشده الى كان ما على الاقل مكان له ملامح
سار قليلا فاجتاحت صدره نسمة باردة وتفاجأ إذ عاد إلي غابة الفتاة مرة أخرى!
على الجانب الآخر كانت أسماء تطرق باب غرفته وهو لا يفتح فقالت بتهديد "إن لم تفتح فسأكسر الباب"
ثم قالت بكل سذاجة "واحد.... اثنان.... ثلاااااااثااااهههه "
ودفعت الباب بشدة فوجدت نفسها ملقية على الارض
الباب لم يكن مغلقا أساسا انها حمقاء فحسب
قامت بسرعة حتى لا يراها محمد وقالت "اووه كان الأمر وشيكا لو رآنى بتلك الحالة لكان الموقف رفيق لسانه ما بقيت"
ذهبت لتوقظه وتدفعه بشدة ليقوم
وعند محمد كان يشعر باهتزاز شديد للمكان حوله ويتحول صوت الفتاة تدريجيا لصوت مشعوذة ربما صوتٌ غبي أحمق نعم نعم انها أخته أسماء أيقظته من مغامراته
عندما قام رمقها بنظرة تشي بالكثير لابد وانها صغرت قليلا بعد نظرته تلك
ابتسمت بسذاجة وقالت "أهلا" كان على وشك أن يكسر رأسها فى الجدار فقد كان يود لو يكمل مغامرته ويعرف من هى الفتاة
أخرجها من غرفته بعد عناء منه فهى حمقاء عنيدة جدا وحاول النوم حتى يعود لمكانه
ولكنه لم يستطع فغضب جدا عليها فاستغفر ربه وأفاق قليلا ثم سار خارج غرفته إلى شرفة المنزل علّه يجد شيئا يفعله
أحضر كتابا وجلس فى الشرفة يقرأ الكتاب
نادته أمه ليعاونها قليلا ففعل ذلك وانهاه ثم اتجه الى مكانه المفضل وجلس فى المسجد حتى موعد الصلاة
أنهى صلاته وعائد وهو يردد الأذكار وباله مشغول بما سوف يحدث مستقبلا وماذا سيري المرة المقبلة فى حلمه الذي يعتقد انه حقيقة
قابل أحد أصدقائه فى الشارع فتكلم معه قليلا وسارا سويا يتحدثان حتى وصل إلى منزل شيخه وجلس عنده ليتحدث معه قليلا
لاحظ شيخه شرود وطلب منه أن يقرأ آية :"أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها "
صدق الله العظيم
قال له شيخه "تأمل يا بني معنى تلك الآية ألم تر ما فيها
يقول عز وجل بأن الله قادر على أن يجعل لك ذكر بين الناس من بعد اختفاء ذكرك بينهم وجعلِك ذا مكانة عندهم
وقادرعلى أن يقلب حالك ويجعلك فى ظلمة لا خروج منها قابع بين ثنايا يومك لا يعرفك أحد ولا يعلم عنك شخص
كله بناء على عملك يا بني كن ذا أثر رائع بين الناس لعل الله يجعل لك بهذا منزلة بينهم،
ومن انشغل بإرضاء عباد الله ابعد الله عنه رضاه كن خالصا فى قولك قبل عملك ولا تجعل لليأس سبيلا إلى قلبك وناجى ربك بهمومك ولا تناجى بها عبدًا فتجزع"
لعلها ليست وصية لمحمد وحده عزيزي القارئ خذ بها أنت أيضًا،
غادر محمد شيخه وعاد لشرود عقله وكلام الشيخ فى أذنه يتردد!
لعل الحل بعيد عنه!
هذا ما ستعرفه عزيزي فى الفصل الآتى....
المجازف_
لـ رافد