المجازف الفصل السادس
«لابد من وجود شئ لا علاقة له بما يدور، لكنه في الوقت نفسه يكون المفتاح الوحيد لفهم أسلوب حياتنا»
شرد محمد قليلًا في ليلته بعد أن أنهى صلاة القيام وذكر الله قليلًا على سجادته وغفا.....
كان يخشى أن يغفو حتى لا يعود مجددًا لذاك العالم الذي لا يعرف كنهه ولكن هكذا الحياة.. ما تخشاه يأتيك
أتته الفتاة واقتربت من أذنيه هامسة أن «Φύγε, θα σκοτωθείς»
لا شك أنه لم يفهم عبارتها
لكنا كانت مبتسمة ابتسامة حمقاء
ابتسامة أقل ما يقال عنها أنها مريبة بقدر ما كانت مرعبة....
هبت أوصال محمد جاهدًا في الإبتعاد عن الفتاة ونجح بذلك
اختفت الفتاه عن ناظريه وتحول المكان الذي كان فيه إلى غرفة نومه مجددًا ،
محمد حائر.... وأية حيرة....
لا يدرى ماذا يفعل كان يحاول تجربة تلك الكلمات لكنه لم يتذكرها إلا مسمعًا
لم يستطع نطقها
بدأ يقينه يقل ودب اليأس في أوصاله
أي رؤيا تلك؟
وأي عالم ينتقل إليه!
وكيف يحدث ذلك
كان يبشر نفسه بأنه مجرد كابوس علّه يتيقظ منه يوما ما
ولكنه مازال يشعر بأنفاس الفتاة تمر على وجهه وهى تهمس بالكلمات
أمسك هاتفه وبدأ يتصفح عن اللغات الغريبة وعن اللكنات الغير معروفة، وبدأ يقرأ عن اللغات الأصيلة وهل سيصادفه أن يعرف أي لغة تلك؟
ولكن يشاء الله أن تنفذ بطارية الهاتف ولا يستطيع إكمال بحثه
وي كأن كل شئ اتفق عليه ليجعله يكتشف الامر بنفسه!
شئ بداخله يجره لئلا يبحث حتى يخوض بنفسه تلك التجربة
وآخر يطلب منه أن يعرف كنه الأمور فهو تائه حائر لا وجود لذرة استقرار بداخله،
ينتابه الخوف، والذعر لمجرد اقتراب ذكرى الرؤيا أو الفتاة
يريد أن يعلم هل ما يسايره هو حقيقي أو مجرد نسج من خيالاته
ذهب إلى مكتبته واستعان بعضًا من اتزانه النفسي بعد قراءته لبعض ما يحب،
وخطر بباله شئ قد يغير مسري تلك الأحداث العظام
قال لنفسه «ماذا لو أن الدمج كان في نقطة بين الحقيقة والخيال، بين الرؤيا وبين أرضي الواقعية... حسنا حسنا يا محمد فكر
لم قد تكون أنت فقط ما يحدث لك هذا
ولم قد يتم مزج الواقع باللا واقع
وكيف سيحدث هذا أساسا
إنه لا يحدث سوي في أفلام الخيال العلمى وفى الروايات الحديثة
اصمت اصمت كفاك لهوا»
لم يدع المجال لخياله أن يفكر فى مثل هذا شئ
تبقي على الفجر نصف ساعة... ومحمد مازال في شتاته وقلبه يراوده أن يتبع افكاره وعقله ينهاه ويأمره بالتعامل بالمنطق
ولكن حسنا! أين المنطق مما يحدث له حتى يتعامل هو بالمنطق
قرر أن يرسم خريطة ذهنيه تلملم شتات أفكاره
وبدأها بـ
1- لقاء فى غابتها وترديدها لكلمات لا كنه لها من وجهة نظره
2- لقاء في منزله ولقاءات ولقاءات
حتى أنه في الواقع يُخال له بأنها موجوده
أمسك دفتره وأعانته الأقلام على الكتابة وبدأ يشرح لنفسه فى أسلوب روائي ما يحدث له منذ البداية مرورا بلقياه لها وتعقبا لاخر لقاء بينهما....
لم يفق من شروده إلا على الصوت العذب القابع من المسجد يعلن بداية صلاة الفجر ويؤذن تكبيرا وتهليلا توضأ والتقط همومه ونزل إلى المسجد حتى يلقيها بين يدي الله فهو حتمًا حتما يعلم أنه الفعال لما يريد وهو من سيخرجه من ضائقته
قضيت صلاته وبدأ يقرأ أذكاره ومن ثَم خلد للنوم
فى تمام العاشرة صباحًا وبتوقيت مصر الحبيبة يستيقظ بطلنا باحثا عن هاتفه ولم يجده
أول شئ خطر بذهنه أنه حدث تدخل من تلك الفتاة وأن اختفاء الهاتف بسبب شئ ما
بحث جاهدا فى كل مكان حتى سمع صوتا رهيبا
أجل نفس البلاهة انها أسماء كالعادة
تضحك بصوت عالٍ في غرفتها ويدخل عليها فجأة يجدها تمسك بهاتفها تتصفح عليه وعلى أذنها باليد الأخرى تمسك هاتف أخيها الذي كان على وشك أن يحترق في مكانه فزعت من نظراته لها وهرولت إلى نهاية الغرفة وهو يتبعها راكضا كاد أن يقضي عليها عندما لحقها ولكنها ابتسمت بسذاجة كالعادة
لم تكن أسماء هى من أثار غضب محمد لكن بصيص أمله كان على وشك أن يرشده للصواب ولكنه تلاشي فجأة
لو كان الهاتف قد اختفي لكان محمد تأكد أن العالم هذا متصل بعالم الفتاة وأنها حقيقية لكنه الآن عاد مجددا لنفس الحيرة هل هى حقيقة أم أنه مجرد يتخيل
تابعونا
بقلم الكاتبة: رفيدة رضا صقر
#المجازف_.