المجازف الفصل السابع
انتقالك من عالم إلى عالم آخر بطريقة مريبة هل هو شيء سهل؟
أو بلأحرى هل هو شيء يستطيع الإنسان تقبله في عالمه؟
هل تخيلت نفسك يومًا في مكان محمد؟
بعض من ذوي الأخيلة الخصبة بالتأكيد توقعوا شيئًا مثل هذا أو توقعوا أنفسهم يخوضون مغامرة لا مثيل لها .
لم يكن بالأمر السهل فعلًا على محمد أن يري نفسه في أماكن مختلفة في أزمنة مختلفة وخاصة أنه غير عاشق للمغامرة يحب أن يكون مسالمًا في الأصل يعيش بهدوء.
ولأن الرحلة ليست فردية كما نعلم قرر محمد أن يسير إلى رفيق دربه إسلام ليخبره بما أصابه وبما يحدث له كل يوم فقد سئم من هذا التحمل الرهيب فوق كاهله.
توضأ وسار إلى منزل صديقه وفى رأسه يدور ألف شيء وشيء وعندما وصل إلى باب منزل إسلام دوّى صوت الجرس بعلو كبير مما جعل محمد وضع يديه على أذنه وتحول الصوت تدريجيًا إلى صوت الفتاة وهى تردد نفس الكلمات التي لا يزال محمد لا يفهمها حاول إخراج هاتفه ليسجل تلك الكلمات لكنه لم يجده في جيبه حتى وهو متأكد من أنه وضعه بنفسه.
ظلت الفتاة تغني الكلمات بصراخ شديد آلم أذن محمد من قوته
كأنها تمنعه من إخبار أحدهم أو حتى تمنع أحدًا من مساعدته له
كان يبتعد عن الجرس رويدًا رويدًا وكلما ابتعد كانت تبتعد عنه الفتاة أيضًا بل ويتحرر من صوت صراخها !
عاد إلى منزله وقلبه معبأ بالهموم، وصوته الداخلي يصرخ يود لو أن يعلو بصوت صراخه لكن هيهات
أصبح الآن يخاف فعلًا منها ومما ستفعله هي
أصبح مقيدًا بوجودها!
دخل إلى المنزل وتحديدًا إلى غرفته وصدم مما رأى!
رأي محمد أخته أسماء
كان الأمر أشبه بكونها تتظاهر أنها على ما يرام!
شرود ملامحها وهدوء كيانها الغير معتاد وصمت يجول بخاطرها ولم يخل وجهها الجميل من التجاعيد
ما رأته لم يكن قليلًا بعد!
لعلها رأت ما يروع براءة طفولتها وجمال سكينتها!
رأت ما يعكر صفو قلبها وجلجل كيانها، ورأت ما كان أولى بأن لا يوصف!
تعجب محمد من منظرها
فماذا قد يحدث لأخته في غيابه،
وجدها متصلبة في مكانها على عكس حيويتها الدائمة ووجد هاتفه ملقي على الأرض ويداها ترتجفان رعبًا وعيناها مملوءتان بالدموع.
سألها ماذا بك؟
لم تجبه ولكن بعد إلحاحه الطويل قالت بأنها رأت شيئًا مرعبًا في هاتفه قالت بأنها رأت شبه شبح عندما حاولت هي أن تفتح الهاتف وتبحث عن شيء في متصفح الإنترنت أنهت كلماتها وبكت في حضنه كانت تقريبًا المرة الأولى التي يري فيها محمد أخته بهذا الشكل.
خمن أن الفتاة قد تكون ظهرت لها حتى لا تجعلها تعرف عن ماذا كان يبحث محمد فقد كان يحاول معرفة اللغات القديمة في آخر مرة حاول فيها البحث والتدقيق.
رق محمد لحال أخته واحتضنها بشدة وهو يعتصر عقله عن ما قد يكون حدث ولماذا ستظهر تلك الفتاة وكيف سيبرر لأخته ووالديه هذا الموقف.
قرر أن يخفي الحقيقة لأنه إن لم يخفيها فلن يسلم من تلك الفتاة وصراخها المعتاد.
قال لها بأنها تتوهم بهذا ولفت نظرها لأن ما تستمع إليه من أفلام هو السبب وراء رؤيتها لكوابيس اليقظة تلك
لم تقتنع بكلامه لكنها حزنت لعدم تصديقه لها،
حزن هو لأمرها فلو كان مكانها الأن ويحاول إخبارهم الحقيقة لما اقتنع بكلامه أحد ولا صدقه ولكنه فضل الكتمان كالعادة
وبالفعل أذن الظهر وغدا محمد يمشي للمسجد وهو يردد "حي على الفلاح حي على الفلاح"
هل سيظهر شيء يبرز لمحمد كنه الأمور أم أن الأمور ستظل معقدة كما هي
ليكن..... فهو كما نعرف المجازف سيجابه حتما...
للكاتبة: رفيدة رضا صقر