في الساعة 10 مساءً على كورنيش النيل يقف محمد سارحًا في شكل النيل ويبث له آلامه وكيف للحياة التي أصبحت شبه معدومة فهو من أسرة متوسطة الحال تخرج من كلية الآداب ولم يجد وظيفة له ف عمل سائق على سيارة أجرة .
محمد : يارب أنا تعبت من الشغلانة دي تعبت بجد واللى جاي على قد اللى رايح أنا كبير اخواتي وأبويا عايزو يرتاح من الحمل شوية والدنيا بقت صعبة أوى دلوقتي حتى اخواتي مش عارف ادخلهم مدارس كويسة يتعلموا كويس زي بقيت العيال يارب حلها من عندك بقا أنا رميتلك حمولى كلها و واثق انك هتعديها ليا.
مجهول: طيب واللى عندوا الحل ليك
محمد : ازاى واى الحل ؟
مجهول : تهاجر من البلد دي وبرا هتعرف تعمل أحلى شغل واحلى فلوس كمان ودي فرصة مش بتيجي مرتين في العمر
محمد : بس الموضوع صعب ولسه جواز وتأشيرة
مجهول: لا أنا بس عايز منك 20 ألف وهتسافر بحر في 10 ايام هتكون في ألمانيا
محمد : بس دا مش خطير
مجهول : كلوا يهون لأجل أهلك وتعليم اخواتك ولا انت عندك رأي تانى
محمد باقتناع: تمام . هكلم بس اهلى واقولك بس عايز رقم اوصلك بيه
مجهول : سجل عندك 010٠٠٠٠٠٠٠ .. عم منصور دا اسمي
محمد : ماشي يا عم منصور هشوف اهلي واجهز المبلغ وارنلك
منصور : طيب اسيبك بقا تشوف مصالحك
عزم محمد الأمر وقرر أنه سوف يسافر ولكن عليه إخبار أهله والمبلغ معه من شغل التاكسي .
في منزل محمد كان يجلس ام محمد وتدعي علا ووالده يدعي أمين
محمد : السلام عليكم
امين : وعليكم السلام
علا : اهلا يا أبني
محمد : كنت عايزكم في موضوع مهم
امين : خير يا ابني
محمد : أنا هسافر ألمانيا ههاجر من البلد اللى مفيش فيها رحمة كل اللى بيعملوه انهم يعلوا ويموتوا فينا وكل اللى معاه واسطة اموروا ماشية والتانيين بيعاملوهم معاملة الكلاب اللى ملهاش اى لازمة في الحياة دي أنا اخد قرارى هما سنتين بس واجي وعشان كمان اخواتي يتعملوا كويس وعشان تعملى العملية بتاعتك وأبويا يبطل شغل شيل الرمل والطوب لحد ما حيلوا اتهد
الوالدين بقلة حيلة فهما يعلمان أنه عاني الكثير والكثير في حياته : طيب ي ابني اللى تشوفوا صح اعملوا
محمد : شكرا ليكم انكم واقفين جنبي
في غرفة محمد ألو عم منصور معايا
منصور : أيوة بس مين
محمد : أنا محمد اللى قابلتوا النهاردة عند النيل
منصور : أيوة ها ردك اى
محمد : موافق اسافر معاك
منصور : عال العال والله ي ابنى
محمد : هقابلك أمتي تاخد الفلوس
منصور : بكرة في نفس المكان
محمد : تمام هكون موجود هناك
قفل الخط ونام وهو جاهل بما سوف يحدث معه في المستقبل
راح محمد في نفس المكان وادي الفلوس لمنصور وقال ليه اجهز عشان السفر بكرة الصبح محمد راح يجهز هدومه للسفر للبحر التي لم يهدأ أبدا وانجز تجهيز هدومه وودع أهله تحت بكاء ودموع أمه وأخواته عليه وكأنهم آخر مرة سوف يرونه فيها وبعد وقت ليس بقليل وصل إلى السفينة وتحركت السفينة وكان بها مئات الأشخاص الذي ضاق بهم الامور والدنيا واختاروا الغربة لتحقيق ما يتمنوا ولكن القدر والبحر له رأي آخر فقامت موجه أخذت فيها محمد وبعض الشباب الذي في عمره و اصغر منه ف هذا هو البحر المئات تتغرب بهدف حياة أفضل عن طريق البحر ولكن معظمهم لم يصلوا إلى أي شيء وبعد شهور وصل خبر وفاه محمد إلي عائلته فقد كانت العائلة الصغيرة مزعورة بسبب الخبر وكانت صرخاتهم تصل إلى عنان السماء وكسرة الأب الذي فقد إبنه اول فرحته فقد صار على مجيئة أبا والام التي أخذ منها قلبها فأصبح فؤادها فارغ وكأنها جسد بلا روح وإخوته التي دبلت عيونهم من البكاء فقد كان لهم اخ وأبا وصديقا وكل شيء لهم .
للكاتبة آية عادل