هل تعلم يا صاحبي أن كل عمل خالف اتباع النبي ﷺ يسمي بدعة،
تعالىٰ لنستمع لحديث نبينا ﷺ عندما قال (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) إذًا فكل فعل خرج عن اتباع النبي ﷺ، أو لم ينزل فيه نص فهو بدعة،
و قال ﷺ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار) حسنًا و هيا بنا لنغوص مع بعضنا لنتعرف إلىٰ بعض أمثلة البدع، فهناك بدع كثيرة لن يمكننا ذكرها كلها،
و لكن مالا يدرك كله لا يترك كله، فعندنا مثلًا مولد النبي ﷺ، الإحتفال به بدعة، لأنه ﷺ لم يحتفل به قط في حياته،
و لا تقل لي إنك تفعل هذا حبًا فيه ﷺ، نعم كلنا نحبه، و لكن لن تكون أشد حبًا من الصحابة رضوان الله عليهم، و مع ذلك لم يحتفلوا به، فالإحتفال به بدعة، و قد اتفقنا أن كل بدعة ضلالة؛
و عندنا أيضًا الأعياد التي لم ترد في الشرع، كلها تُعد بدعة، و من عِظَم شرعنا أنه أنعم علينا بعيدين، عيد الفطر و عيد الأضحىٰ، فهذان هما عيدنا، و الفرح فيهم عبادة تقربنا إلىٰ الله، و نتعبد إليه بها، ما أعظمه ديننا حقًا؛
و لكن يا صاحبي أتعرف ما هو خطر البدعة حقًا، أن كل بدعة تعملها تضيع بها سُنة عن حبيبك ﷺ، و تتهمه أنه لم يحفظ الأمانة و يبلغها، و أن ديننا فيه نقص، حقًا إنه أمر خطير، و ليس مجرد فعل بسيط نقع فيه، أتعرف أيضًا أن الشيطان يحب من يفعل البدع أكثر من حبه لمن يفعل المعاصي، نعم كما أقول لك،
لأن صاحب المعصية يدرك أنه علىٰ خطأ، و يتمنىٰ التوبة، و يحاول أن يتوقف عن معصيته،
أما صاحب البدع، فهو يرىٰ أنه يتعبد بها إلىٰ الله، و هي أمر محبب إلىٰ قلبه،
و ضميره لا يأنبه كما هو حال العاصي، لأنه يتوهم أنه علىٰ صواب،
لذا فالحذر كل الحذر من البدعة، و لكي تتجنبها يجب عليك أن تتعلم عن دينك أكثر، فما وقع فيها الناس لولا جهلهم، و تدعوا الله أن يرزقك البصيرة حتىٰ ترىٰ الحق حقًا، و أن يرزقك اتباعه، و أن يعينك علىٰ نفسك،
و اشغل نفسك بالحق، حتىٰ لا تنشغل بالباطل، و اعلم أن سلعة الله غالية، و أن سلعة الله هي الجنة، فلا ضير إن وجدت صعوبة في بداية الأمر، و لكن مع المجاهدة حتمًا ستذوق لذة الطاعة، و ترزق الجنة بإذن الله.
بــقلمـ/بسمله مجدي. "عاشقة القُدس"