رواية بعنوان/ أنت من أريد بقلم الكاتبة ريناد محمد

الفصل الأول 

كانت بنت جميلة عندها 12 سنة طفلة لطيفه بتحب الحياة وبتحب اهلها...

مرات الاب:بت يا ماريا تعالي هنا يابت

ماريا بإبتسامة وهدوء:نعم يا ماما

مرات الاب بزعيق:هو مش انا قولتلك قبل كده متقوليش يا ماما دي انا مش امك يابت قولتلك كذا مره انا مرات ابوكي

ماريا بحزن:انا اسفة

"ماريا والدتها توفت وهي عندها 5 سنين بسكتة قلبية بسبب والد ماريا لأنه خان زوجته مع مراته حاليا"

الاب بحدة:في ايه يا ماريا كام مرة قولتلك انها مش امك ومتنادلهاش بماما

ماريا بدموع:انا اسفه يا بابا

الزوجه بدلع:خلاص يا حبيبي دي صغيره ومش فاهمه

الاب:ماشي انا هروح الشغل

مرات الاب:ماشي يا حبي توصل بالسلامة...وجهت كلامها بحده لماريا:بقولك ايه يابت انتي انتي تدخل الاوضه ومشوفش وشك لغاية بكره

ماريا بدموع مكتومه:حاضر..وفعلا راحت ماريا للاوضه وقفلت علي نفسها وفضلت تعيط لغاية ما راحت في النوم..

تاني يوم صحيت ماريا بدري مش زي كل يوم وخرجت بكل هدوء وسمعت محادثه مابين والدها ومراته

الاب:في ايه يا سارة مالك مدايقه ليه

الزوجه:بقولك ايه من الاخر كده بنتك دي انا مش عايزاها تعيش معايا

الاب:حاضر يا حبيبتي بس اعمل ايه

الزوجه:شوف اي حد من اهل امها 

الاب:مفيش ومعرفش اصلا

الزوجه:خلاص ارميها في الشارع

الاب:ماشي هتنامي وتصحي مش هتلاقيها في البيت حاجه تاني يا حبيبتي؟

الزوجه بحنيه:لا يا حبيبي

ماريا بعد ما سمعت الكلام ده قررت انها اللي عايزه تمشي من غير ما حد يعرف ماريا كانت ناضجه كفاية انها تكون فاهمه كلامهم وفعلا استنت لبليل وقامت وجمعت كل هدومها في شنطة كبيرة كانت بتاعت مامتها وخدت الفلوس اللي مامتها كانت سايباها ليها ومشيت كانت بتعيط بتعيط كتير ومكانتش عارفه هتعمل ايه بس هي قررت انها عايزه تروح للبحر لإنها بتحبه وفعلا راحت عند القطر وحجزت تذكره للسفر لإسكندرية...

ماريا:عمو ممكن اعرف التذكرة بتاعت اسكندرية بكام؟

البائع:بخمسه جنيه يا حلوه..قوليلي فين ماما وبابا؟

"طبعا ماريا كانت اذكي من كده بكتير"

ماريا:ماما فوق عند ربنا وبابا مستنيني هناك..وشاورت علي راجل قاعد بعيد علي كرسي وكملت:عايزه تذكرتين واحده ليا وواحده لبابا ومدتله عشره جنيه 

البائع ابتسم:ماشي يا حلوه اتفضلي...قوليلي اسمك ايه

ابتسمت ماريا:ماريا

البائع:الله اسمك جميل اوي وانتي كمان جميله..خدي بالك من نفسك كويس ومن بابا

ماريا:حاضر شكرا يا عمو...

راحت ماريا وقعدت جنب الراجل اللي كان قاعد

ماريا:عمو هو حضرتك مستني انهي قطر

الرجل العجوز ابتسم:الحقيقه يابنتي انا محتاج اروح لاسكندريه بس للاسف مش معايا فلوس اروح ومستني حد يديني فلوس عشان اقدر اروح هناك

ابتسمت ماريا ومدت للعجوز تذكره

الرجل العجوز دمع:يا حبيبتي يا بنتي

ماريا راحت وحضنت العجوز:متقلقش يا عمو كل حاجه هتبقي كويسه اهم حاجه ابتسامتك الحلوه دي تفضل موجوده

الرجل العجوز:قوليلي يا جميلة اسمك ايه

ابتسمت:اسمي ماريا

الرجل العجوز:فين ماما يا ماريا

ماريا بحزن:ماما ماتت

الرجل العجوز:طب وبابا

ماريا بحزن:بابا مش معايا ومش عايزني هو ومراته

الرجل العجوز:يعني انتي هنا لوحدك

ماريا بدموع:ايوه..وقالت بسرعه:بس ارجوك يا عمو متقولش لحد عشان انا مش عايزه ارجع لبابا تاني ولا عايزه اروح لملجأ

الرجل العجوز:طب هتروحي فين يا حبيبتي

ماريا:هروح عند البحر

الرجل العجوز:وهتعيشي فين ومع مين في حد من عيلتك في اسكندرية؟

ماريا:لا بس انا واثقه اني هقدر الاقي بيت دافي ولو حتي صغير 

الرجل العجوز:طب والاكل هتاكلي ازاي

ماريا ابتسمت:انا بحب الاندومي

ضحك الرجل علي براءة ماريا:ايه رأيك تيجي تعيشي معايا

ماريا بخوف بسيط:هو حضرتك عندك بيت؟

الرجل العجوز بحنيه:عارف انك خايفه وده طبيعي يا حبيبتي بس متقلقيش انا هوديكي مكان تعيشي فيه مرتاحه لغاية ما تكبري وتعيشي لوحدك

ماريا بإبتسامه:بجد؟ طب حضرتك مش هتزهق مني زي بابا؟

الرجل العجوز ابتسم:هو في حد بالجمال ده كله واقدر ازهق منه بردو؟

ابتسمت ماريا وحضنت الرجل...بعد مدة وصل القطر وركبوا سوا

ماريا:عمو ممكن اسألك سؤال بس متزعلش مني؟

الرجل العجوز:مقدرش ازعل منك يلا اسأليني 

ماريا:هو حضرتك ازاي عندك بيت ومش معاك فلوس

الرجل العجوز:انا هحكيلك...بصي يا ستي انا كنت في القاهره هنا لمدة اسبوع كان عندي شغل مهم بس للاسف قبل ما اجي لمحطة القطر في حرامي سرق فلوسي ومبقاش معايا فلوس اني اروح وربنا بعتك ليا عشان تساعديني اروح لحبيبتي

ماريا:هو حضرتك متجوز؟

الرجل العجوز ابتسم:ايوه متجوز اجمل واحده في العالم

ماريا ابتسمت:اسمها ايه

الرجل العجوز اكمل بعيون لامعه وابتسامه:جميلة

ماريا:وحضرتك عندك اطفال؟

الرجل العجوز:للاسف لا بس الحمدلله انا وهي مكتفيين ببعضنا

ماريا:طب وهي مش هتزعل لما اجي اعيش معاكوا؟

الرجل العجوز:لا بالعكس دي هتفرح اوي بالذات لما تلاقي ماريا الجميله قاعدة معاها في البيت

ابتسمت ماريا بخجل:شكرا

الرجل العجوز:لو عايزه تنامي شوية نامي لغاية ما نوصل

ماريا:ماشي شكرا يا عمو

الرجل العجوز:العفو يا قلب عمو

"نامت ماريا وبعد مدة وصلوا لإسكندرية ونزلوا وخرجوا من المحطة"

ماريا:الله البحر شكله جميل اوي

الرجل العجوز ابتسم:البحر فعلا شكله جميل بس وهو هادي ف خدي بالك منه عشان لما الموج بتاعه بيعلي مش بيبقي جميل

ابتسم ماريا وفهمت قصد العجوز:بس رغم ده هو لسه جميل

ابتسم العجوز:يلا نروح للبيت عشان جميلة متشوقة عشان تشوفك

ماريا ببراءة:هي عرفت

العجوز:ايوه ومستنيانا انا وانتي..

بعد مدة وصلوا للبيت ورحبت جميلة بماريا ترحيب كبير اوي وحبيتها من اول لحظه وماريا حست بالدفي والامان مابينهم...عدي الوقت ودخلت ماريا المدرسة ومكانش عندها صحاب كتير ولكن كانوا كلهم بيتمنوا ده ومكانش ليها غير اتنين بس ليلي ولارا اقرب اتنين ليها وبدأت تنادي لجميلة وزوجها بماما وبابا وعاشت معاهم سنين طويلة وقدرت تتخطي ماضيها المؤلم بس منسيتش ابدا امها اللي ماتت...

"بعد مرور 12 سنة ماريا بقي عندها 24 سنة وللأسف جميلة والعجوز توفوا وورثت ماريا بيتهم وفضلت عايشه فيه لوحدها حزينة مع الذكريات السعيدة"

وبعد اربع شهور من وفاتهم ماريا قررت انها مش هتفضل قاعدة في حزنها واكتئابها وانها لازم ترجع تحارب تاني لإن جميلة والعجوز وامها عمرهم ما كانوا هيحبوا انها تفضل في اكتئابها كل الوقت ده...

ماريا قدرت تتخرج واخيرا وراحت عشان تشتغل في شركة من اكبر الشركات في الشرق الأوسط شركات مالك الحديدي....

يتبع...

_بقلم الكاتبة_ ريناد_محمد

إرسال تعليق

أحدث أقدم