لا أحد يعرفك علىٰ حقيقتك، فالجميع يعرفك بما أنتَ تظهِرَهُ.
هذا أنا أجلسُ هنا، وأنظرُ إلىٰ مرأتي مثلمَّا أفعل كل يوم؛ لكي أتحدث مع ذاتي، فعند تحدثي مع ذاتي في هذه المرة، لاحظتُ ذلك الدَّجن الذي يسكنُ بداخلي، والديجور الذي يحاوط عيناي، ولاحظتُ أنني أمثل كثيرًا علىٰ هؤلاء البشر الذين يصدقون أنني بخير، فأنا أظهر أمامهم بوجهٍ بشوش ومبتسم لا يعرف الحزن، وبوجهٍ غاضب؛ كي أُخفي حُزني ومُعاناتي عند سُؤالي عن حالي، وبوجهٍ حزين أمام مرأتي لا أحد يعرفه غيري، فإلىٰ متىٰ سوف أظل هكذا لا أحد يعلمُ عني شيء ولا أحد يُساعدني، كمّ وددتُ أن أتخلصُ من هذا النَصب الذي بداخلي، ولكن بلا جدوىٰ، كل هذا وأنا أُحارب بمفردِي وكأنني شخصٌ منبوذ لا أحد يعرفه، هذا أن يا سادة الشخص الذي لا يعرفه أحد.
بقلم: داليا علاء"الإمبراطورة"