وفي وسط القطرات لم أتذكر سوىٰ اللحظة التي يمكنني البكاء فيها دون علم الجميع.. لحظة أُفرغ كل مابداخلي دون خوف من أن أحد يراني، وكأن بيني وبين القطرات حديثٌ لاينتهي أبداً. شعرت بدفْأها علىٰ وجهي وكأنها تقول كفاك حزنَا أنا هنا أما زلت تبكي؟ أأنا سبب بكائك؟ وهي لاتعلم أنها سبب راحتي من كل مابداخلي.. كيف اشرح لك أيتها القطرات أنك من تيقظيني من دموع باتت مخبأه ليالٍ وليالٍ؟ كيف والعالم كله يرى أني بخير وعندك أضعف بقطراتك تلامس وجهي؟ أنت من تبعث لي أملاً من جديد بعد أن كادت نبضاتي تحترق. لا أنت لست السبب. بل البشر السبب هم البشر.. هم الوحوش الحقيقيون على الأرض. أنت من وهبك الله لنا تغيث علينا نعمًا. ولكن لي أملًا بيوم جديد بقلب جديد.. أما لو كنت خيالًا بجانبي دائمًا! ولكن لو....
لا أعلم ماهذا الشجن الكامن في داخلي
وما الذي يظهر عليّ من خارجي
أكان هذا ركام السنين، أم أنه من واقع مريب.
صوت المنايا يناديني.. حتى هاج قلبي بالشوق
أيا نفسي تأسّي ببعدك عني فإني أفارقُ من قلبٍ ومن بدنِ
لِـ 'سامية ' "ايريم "