أمة منبعها التراب ولكنها باعت التراب بما يقل عنه التراب
باعوا مع التراب عزة أُمّة، وصلابة أمَة، وقوة رجل
باعوا مع التراب بيتا قد حازه معتدٍ
باعوا ترابك يا وطني شبرا شبرا، ما تركوا لي حتي لقمة
أتعلم يا وطني... أمى قد كانت بالباب وتعطيني قدر الماء لأسقي أختي
وأبي فى طاحونة حقله يزرع كي تُخبز لقمة
وجدي يجلس وجريدته...وجدتي تصنع كعكا وبدفء وأنا أحبه
أختى الكبري متزوجة وابنها أيضا مثل الزهرة
زوجها شيخ المسجد تعلمت على يده الجميلة حفظا
أتعلم يا وطني؟
أنا بين الإخوة أوسطهم ، والصغري أختي قد باتت بضفيرة شعرٍ ووردة بين خديها
واليوم أمى .... لم تعطيني جرة ماء
لأنى لا أجدها .... لا أجد كلاهما ... الجرة وأمى
وأختى الصغري لا ملامح لها
لا شعر ولا وَجنَةُ زهرة
والكبري أيضا قد رحلت وزهرتها قد باتت قشرة
أما شيخي فتحسر... وأبي وطاحونته تحطم...
وجدي لم أجده أيضا
ذهب وجريدته والمنزل
ورائحة جدتي وكعكها يتخطاها ريح الاحمر
الاحمر ليس الازهار.. ولا حتي عقيق وحجر
لكن الاحمر يارفيقي نار أحرقت وشتتت ودمرت شمل عائلة وألف عائلة
ولكنى وبرغم سني عائد
وبيدي اليوم حجارة والغد بيدق
سأعطيهم درسا يا وطنى لأن الأوطان لا تسلب
وسننتظر اليوم وكما قالها عمي محمود "يا أمنا انتظري أمام الباب، إنا عائدون"
لـــ رافد