"نصف الداء وهم".
تلك العبارة التي تحمل في طياتها حكمة عميقة تعبر عن تأثير العقل على الجسد. كم من مرة شعرنا بألمٍ شديد أو تعبٍ مرهق، ثم تبين لاحقاأنه لم يكن إلا نتاج أفكارنا وتوتراتنا؟ إن الوهم يمكن أن يكون قوة جبارة، سواء في إضعافنا أو تحفيزنا.
أتذكر حينما كنت أشعر بآلام غير مبررة في جسدي، كنت أقضي ساعات طويلة أفكر في أسباب تلك الآلام وأخشى الأسوأ. كنت أبحث في الكتب والمواقع الطبية، فأزداد قلقًا وخوفًا، لكن في لحظة صدق مع نفسي، أدركت أن الكثير مما كنت أشعر به لم يكن سوى نتيجة توتر نفسي وضغوط حياتية.
التجارب أثبتت لي أن الصحة النفسية هي الأساس لصحة الجسد. فعندما نهتم بسلامة أفكارنا ونحرص على تصفية أذهاننا من القلق والهموم، نجد أن الكثير من الأمراض والآلام تختفي أو تخف بشكل ملحوظ. العقل هو المحرك الأساسي لكل ما نشعر به، وهو قادر على تحويل الأوهام إلى حقائق ملموسة إذا ما استسلمنا لهواجسه.
لذا، يجب علينا أن نتعلم كيفية التحكم في أفكارنا وتوجيهها نحو الإيجابية. من خلال التأمل، والقراءة، وممارسة الرياضة، وتطوير علاقات صحية، يمكننا أن نقوي عقلنا ونحمي جسدنا من تأثيرات الوهم. الحياة مليئة بالتحديات، لكننا إذا واجهناها بعقل هادئ ونفس مطمئنة، سنجد أن نصف الداء فعلًا مجرد وهم، وأن الشفاء يبدأ من داخلنا.
فلنأخذ من هذه العبارة درسًا، ولنحاول دائمًا أن نتفحص دواخلنا قبل أن نلقي اللوم على الظروف الخارجية. العقل السليم يصنع جسدًا سليمًا، وأفكارنا هي المفتاح لصحة متكاملة.
بقلم/فاطمه سامي|طوما|