خاطرة بعنوان: كن راضيًا

 السعادة اختيار..

الحياة لا تُهدي السعادة لأحد، وإن بدا خاليًا من الهمم، كلنا نعاني الحرمان من شيءٍ ما، ويتربص بنا خوفَ شيءٍ ما، فلا يخلو بيت من فقر أو مرض أو جهل أو سجن أو شتات أو كل ذلك معًا. ولكن منا من يختار أن يصرف انتباهه عن مصابه إلى التسلّي بما توافر له من أسباب السعادة ولو كانَ ضئيلًا، ومن يختار التحديق في مصيبته متعاميًا عما لديه من هِباتٍ هو محسودٌ عليها؛ فالسعادة ليست سوى الاستغراق في تحسس النعمة حتى تتشبع بها وتنسى الألم، والتعاسة ليست سوى الاستغراق في تحسس النقمة حتى تتشبع بها وتنسى اللذة. والقناعة هي ركن السعادة؛ لأن النفس تعتاد ما عندها ولا تلاحظ سوى ما ينقصها فتتبعه وتصف بالسعادة من يحوزه؛ فإذا حصلت لها فرحت به مدةً من الوقت ثم عادت إلى ملل الاعتياد، وتظل في دوامة جشع وتعاسة حتى تختار الرضا بما عندها، ثم إن كثرة الحديث عن الشعور تُفضي إلى التصديق بذلك الشعور، فأخبر نفسك طيلة الوقت أنك سعيد؛ حتى تنقذها من هموم الحياة وآلامها، لأن الحياة لن تكترث! 

وأما بنعمةِ ربك فحدّث".


الكاتبة / حبيبة عبدالحكيم توفيق

إرسال تعليق

أحدث أقدم