خاطرة بعنوان: إخفاء ما بداخلي

 أنا لا أحدَ يُمكِنُهُ مُجاراتي.

أحيانًا تُدهِشُني قُدرتي في إخفاء مشاعري وإظهار عكس ما أنا فيه

أقف أتأمل نفسي في المرآة، مرحبًا يا أنتِ تستطيعين فعلَها

ومن ثَمَّ أفعل!

وكأنني شخصيتان إحداهن للناس والأخرى لي

ما يظهر للناس هادئة، ثابتة، تضحك، تمزح، تتكلم، تشارك، وكأنّ لا شيئًا فيها

أنا بخيرٌ كعادتها تقول

أمّا الأخرى 

فهي هناك في غُرفة مُظلمة جالسة في زاوية صغيرة من الغرفة تستند على الحائط

تتأمل شخصيتها التي تركتها للناس بل وتلقنها ماذا تقول وماذا تفعل اضحكي هُنا، تكلمي هُنا، امزحي هُنا، تحركي هُنا، وهكذا وهكذا...

وكأنّها تُدير عرضًا مسرحيًا في الظلام

البطلة على المسرح تؤدي الدور، والمُخرج خلف الكواليس يساعدها علي تقديم العرض في أفضل صورة، 

تلك المُظلمة الشاحبة هي من تضعُ لبديلتها الرتوش والألوان، 

طاعنةٌ في الحزن مهزومة لكنها تمنح بديلتُها الثبات، 

 أنت لايمكنك أبداً إدراك ماذا يحدثُ وراء الكواليس؛ كي تخرجَ البديلة للناسِ في هذه الصورة 

كذلك كُل المساحات التي منحتها لمن حولها وإن اتسعت فهي مساحات لها حدود، لا تظُن أبدًا أنه يمكنك تخطي الحدود فأنت لايمكنك أن تعرف عنها أكثر مما هي تريدُكَ أن تعرف، 

تلك التي في الظلام غُرفتها المُغلقة بظلالها السوداء متاهةُ لمن يحاول عبورها. 

أنا لا أحدَ يُمكِنُهُ مُجاراتي.

الكاتبة/ آلاء أحمد الخميسي.

1 تعليقات

أحدث أقدم