"الدفتر القديم "
فى ذلك المكان الضيق، المعتم ليلاً ونهاراً، أو يكاد يتخلله بعض الضوء نهارًا، من تلك النافذة الصغيرة ذات الجدران البالية، واللون الاسود التى يسود حيطان الجحر الصغير وتلك الدفتر القديم، كانت الأوراق الشيء الوحيد الأبيض فى الجحر أو دُوّن فيه معاناتي فى حلمٍ لم يكتمل، سعيٍ حُطّمت ثماره، أُعاني من سنوات فى ذلك المكان، لا أخفي عليكم أنني حاولت الانتحار أكثر من مرة، لكن كانت محاولتي فاشلة للانتحار، من شدة المأساة وذلك السواد الذي كان يوجد فى قلبى؛ كانت الخدوش، الإصابات تملأ جسدى، ولكن كان شرخ قلبي أعمق، ولا تداويه الأيام بل تشتد عليه مأساته، معاناته، فى ذلك الجحر كنت أتساءل فى كل مرة لما وقع عليا هذا الظلم المبهم وتلك البلايا كلها؟ لما أنا كل ذاك العذاب والاضطراب؟ الموت كان هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من معاناتي، لكن لما لم يأتِ؟ وحينما وددت أن آخذة فى كل محاولاتى للانتحار كلها فشلت، وإلى متى سوف أقيم فى هذا العالم المبهم؟
كانت تلك الأوراق هى الملجأ التى أتخذه لأكتب فيه معانى، لربما فى يومٍ يحصل عليها أحد يذكر روايتي ويدون دفتري القديم، فى أولى صفحات التاريخ تحكى كم عانينا، تحملنا تلك المأساة، كانت تلك الكلمات مقدمة هذا الدفتر القديم، حصلت عليها فى ذلك الجحر المهجور.
كتبت /دعاء مدحت حسين هلال