_ملك عامر
أمضيتُ ما مضىٰ من عُمري باحثًا عن وُجهتي الضائعة، أنتظرُ قطار الحياة المُرفهة والسعادة التي لا تُفنىٰ، لاحقتُ خيباتي وفقدتُ شغفي وأحلامي ولم أصل لأي شيء، ومن ثم اكتشفت أنه لم يفُتني قطارُ الحياة وحسب بل إنَّ المحطة بأكملها اختفت، صرتُ أطوفُ شاردًا قليل الخُطىٰ، وأنا المعروفُ دائمًا بالحماس الرهيب، حزنٌ عارمٌ أُحلَّ بي واستوطن الفؤاد عُقب هُجران أدنى الأفراح منه، جلستُ مُطأطِئًا رأسي في ذاتِ المكان الذي حلمتُ أن أمرَّ منه، مُنحني الظهر مُلصق جبهتي بأعلىٰ ركبتي اليُمنى، تاركًا يداي تمسك أسفل قدمي المُتخذة من الحصى المُبعثرِ بساطًا، تلك الحَصى الصغيرة جدًا والمُبعثرة كثيرًا التي لا تختلفُ عن أحلامي بشيء، أنتظرُ غروب الشمس عن السماء، كما غربت روحي عني سابقًا، لستُ أدري على ما أضعتُ أيامي، وأجهدتُ تفكيري وأهلكتُ فؤادي، ربما كانت أمنياتي كبيرة جدًّا وربما لم تبال الحياةُ بأمثالي، أنا لا ألقي عتابي، ولا أشكو زماني، ولمن أشكو؟ وقد فقد الجميع ملاذهُ، كُلنا في منفىٰ الحزنِ سواسية، ويا ويحي إن ضاعت بقيةُ أيامي.