_ملك عامر
كان الجميعُ مُنغمسًا في حياته، شاردون فيما يستحقُّ وفيما هو فارغ، لاهون عن ذواتهم، مُتجاهلين دقائق الأمور، يمتلكون لا مبالاةٍ تُشعرني بالغيرة وأحيانًا أخرىٰ تجعلني أشمئزُّ مُنهم، أجدهم يُراقبون حياتهم كأنهم في استعراض ما، لا يُهمهم إصلاحُ ما فسد، أو حتى إنقاذ ما يفسد، يسندون رؤوسهم على خشبةٍ بالية، خلفهم أناسٌ أراهم يساندونهم ومعهم دائمًا، في حين أنني ورغم كُرهي للمقارنات المقيتة إلا أنني لا أكفُّ عن مُقارنة حياتي بهم، كيف تشعُّ الألوان الزاهيةُ منهم، في حين أنني لا أرتدي سوى الأسود كأنني في حدادٍ دائمٍ على حياتي، يمتلكون ما يسندون عليه، ومن يساندهم في حين أنني كنت أسندُ جبهتي بيدي، مُديرًا ظهري للحياة؛ لتفعل بي ما تشاء فلن يحدثُ أسوأ من طمس هويتي بالسواد، يراني البعضَ مُختلفًا، أحيانًا أُحس الصدق في نبرتهم، وأحيانًا أخرىٰ ألتمسُ نبرة الشفقة في شفاههم، أواري ظهري تجاه حياتي كالمكلوم، فقدتُ ما فقدت، فقدتُ الأغلىٰ من كل شيء؛ فلماذا قد أكترثُ بأن أكون منسجمًا مع أناسٍ آخرين، أراقبُ حياتي تسيرُ بذات الرتابة التي تعنيهم، وأنا قادرٌ على تجنب كل شيء!