_بُليتِ بعشقٍ يا صغيرتي؟



_ملك عامر


ما بالُ قلبكِ صار شغوفًا مُحبًّا للحياة فجأةً؟ تسهين عن محادثتنا وبعد ثوانٍ تتوردين خجلًا؟ تنامين كثيرًا وتريدين الخروج مُطولًا، تُكثرين من قراءة تلك الروايات مُنفطرة المشاعر، تُحبين نهايات الأفلام السعيدة وتلمعُ عيناكِ لها، تتعاطفين بمبالغةٍ لدرجة انقلاب موازين مشاعرك رأسًا على عقب، غيرتِ الكثير من نمط حياتك، لا أدري أذلك شيءٌ طبيعيٌّ أم لا، مرحلةٌ في صباكِ أم واقعٌ خلقِ ليطول؟ تَغيرتْ كثيرًا هيئتكِ ورداؤك، نظراتك، ورؤياكِ في كل الأمور، صرتِ تنفعلين وتحزنين دون أن يدرك لكِ أحدٌ، تُثرثرين كالبلهاء في أشياء لا تُهمكِ أصلًا، كُل ما في عقلك هو إرادتكِ في إخفاء ذاك الأمرُ الذي بات جليَّا في عينيكِ وصوتك، والنبرةُ التي تُجيبين بها، وتلك الوصفات الغريبة التي أصبحتِ مولعةً بها، صرتِ حالمةً رومانسية، سخيفة، ومُتجردة من ذاتكِ أيضًا! أنتِ لم تكوني تهتمين بتصفيف شعركِ حتى! الآن أجِدُكِ تجلسين على الهاتف لساعات مُنتبهةً مُنصتة تسمعين نصائح تلك، وتتجاهلين تلك، وتأخذين من تلك، أثقُ بأنكِ تُجاهدين ألَّا تُغضبي الله، وتنالين برَّهُ ورضاه، أعلمُ بمكنون قلبكِ وشغافه وانصهارهِ ورقتهِ وفيضانهِ حُبًّا وخجلًا، شوقًا وحُزنًا، مقتًا وسخطًا، حيرةً وغيرةً ونارًا متأججةً؛ فالقلبُ يا حبيبتي يتوردُ بالحُب ويُزهرُ به، وأحيانًا قد يموتُ بسببه ويحترقُ به، نحنُ دون حُبٍّ ميتين لا ريب، وبالحبِّ أيضًا قد نموت بلا شك، وحقيقةً أنا لا أجدُ مانعًا في اهتمامكِ لذاتكِ؛ تلك فطرةٌ جُبلنا عليها، ولا في إمضائك الساعات أمام شاشة الهاتف تكتنزين النصائح الجيدة والتي تُرشدك وتوعيكِ لحياةٍ أفضل مع من تحبين، لا عتاب لي لك، لك كُل الحقِ والحُب عزيزتي، لكنني فقط أريدُ أن أوصيكِ بأمرٍ ما، أرجوكِ كُل الرجاء لا تجعلي أمرًا كالحُبِّ -مثلًا- ينسيكِ جوهرك الثمين، لا تتلوني لأي غرضٍ كان، أصلحي من نفسك بالتأكيد، لكن وألفُ لكن لا تُزيفي حقيقتك لأجل إعجابٍ مؤقتٍ وغيرُ مضمون، أحبِّي بعُمق لكن لا تخسري ذاتك بمثل هذا الحُب، لا تخسري أو تتخلي عن نفسك للركض خلف إنسانٍ قد لا يُقدركِ، لا تمنحي استثناءاتٍ أو تنازلاتٍ إلا وتأكدتي أنها لن تُعيقَ حياتك، وتعلمين تمام العلمُ أنهُ سيردُّ لكِ تضحيتك داخل موقفٍ جميل مُغلفٍ بالحُب، لا تبالغي في فتح الصنبور؛ فقد تفقدين توازن مشاعرك إلى أن تجفي من الداخل وتصبحين خاويةً وخالية من كُل شيءٍ، احترمي ذاتك، راعيها وقدريها، لا تجعلي شيئًا مُغريًا كالحبِّ يُنسيكِ أهداف طفولتك البريئة، وشغفكِ نحو حياتك الناجحة والمُبهرة، ولندع الحُب جانبًا بداخلِ فؤادٍ إما أن ينمو بمفرده أو يموت بمفردهِ كذلك، نحنُ لا دخل لنا بما لم يُقدم لنا.. والسلام.

إسلام إيهاب

أكتُب ما لا أبوح بِه؛ لطالما كان قَلمي خير جَليس. _ إسلام إيهاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم