كنت مبعثرًا دائمًا وأقول أنني بخير، لكن هذه كانت كذبتي الدائمة.
كنت أخبر الجميع أنّني بخير، وأظل أضحك مع هذا وذاك، ولا أحد يعلم ما أُخفيه وراء تلك الضحكات، كنت أضحك، لكي أُخفي كمدي الذي كان بداخلي، ويجعلني مبعثرًا مثل: أوراق الأشجار في فصل الشتاء، كان الجميع يرىٰ أنني بخير ولم يُلاحظ أحد سباقي مع مضمار الحياة الذي يجعلني أعيش حياةً ضارية، وأتخبطُ هنا وهناك مثلمَّا تتخبطُ النالسي في ذلك الحاجز الذي بيننا وبين البحر، فأنا تحولتُ من السنمار المنير إلىٰ الدَّجن الحالك الذي يختفي فيه الأبلق ولا يظهر أبدًا، فبعدما كنت أُضيء حياة الجميع وحياتي، أصبحتُ أُحاول مرارًا وتكرارًا، لكي أُضيء حياة الجميع، ولكنني لم أستطيع أن أُضيء حياتي، فالأسى الذي أعيشه جعلني مبعثرًا، مُزمكًا غير قادر علىٰ فعل أي شيءٍ في حياتي، وجعل قلبي سَقِيمًا يُصيبه النصب من أقل شيء، فكيف أعود مثل: الزبرقان المنير مرةً أخرىٰ بعدما جعلتني النوائب منطفيًا كشمعٍ انطفئت حينما انعدم الخيطُ الذي بها؟
أصبحتُ أنتظر أن ينتهي النهار بفارغ الصبر، لكي أُهرول إلىٰ سريري وأترك العنان لدموع عينيي، لتفيض مثلمَّا يفيض الوابل، وفي الصباحِ أرىٰ إنعكاس صورتي في المِرأةِ، وتظهر عليّ أعسان البكاء في ليلة البارحة، ولكنني أُخفي هذا بكل براعةٍ، لكي لا يُلاحظ أحد انطفائي، لذلك أُصبح مبعثرًا دائمًا.
بقلم: داليا علاء"الإمبراطورة"