الكهرباء؟




 في أرضٍ ولدتُّ لأكون شهيدًا. لم يخب ظني في الحياه يومًا؛ لأني جئت إليها بدماء وعناء، وسأعيش فيها بين الدماء مصارعًا العناء والآلام. في أرض خلق الإنسان للدفاع عن عرضه، وملجئه في الحياة. أرض شرفها الله عز وجل، وجعلها معبرًا للسماء العليا. حتى أتو من سلبوا حريتي وأرضي، وقضوا على كل ماكان لدي. يا شعبي في الضفة قاوم. أيا وطني.. جعلوك مسلسل رعب تتابع أحداثه في المساء. فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء؟

لا أعلم أن ما أشتهيه الآن ليس صعب المنال، لكن الوقت لم يحن بعد. أشتهي وطنًا لا يبكي، لا يصرخ، لا يترف، لا يتمزق؛ أشتهي وطنًا يكون بخير. لكن نحن بالأفراح نعلن شهيدًا جديدًا قد اختار الآخرة بما فيها، وترك الدنيا بما فيها وعليها.

قال محمود درويش :ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولَدَهَا الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأُولئك ينتظرون والدهم البطل *. لا أعلم من باع الوطن؟ ولكني رأيت من دفع الثمن.*


> سامية فرج "ايريم"

إرسال تعليق

أحدث أقدم